كما تُدِين تُدان
ظاهرة سلبية للأسف تعيشها بعض الزوجات تتلخص في أن منهن شديدات القسوة والغلاظة في التعامل مع أمهات وآباء أزواجهن، ولا ينظرن بعين العطف الرحمة والرعاية والعناية خاصة إذا كانوا كبارا في العمر، فتراهن لا يعيرن بهم أي قول أو فعل، بل يتضايقن لأي تصرف منهم كان غير مقصود، وفوق هذا وذاك يتجاهلونهم ولا يبدين أي أهمية تذكر، بل بعض منهن يحثون أزواجهن بنقلهم إلى دار العجزة لرفع المسؤولية عنهن وعن خدمتهم، كل هذا للاستحواذ والانفراد بأزواجهن، وهذا بلا شك ولا إشكال يعبر عن أنانية مقيتة، وهناك من الأزواج من يشاطرهن الرأي والقبول، وهذا هو عقوق للوالدين بمعنى الكلمة، وهم بذلك يتجاهلون إن هذه المواقف قد يتعرضون لها في يوم من الأيام عندما يشيخون ويكبرون فلا يجدون من يهتم بهم من ذويهم، وكما يقال في الأمثال كما تدين تدان، ولكن حب الذات وقسوة القلوب تأخذهم إلى ما يحمد عقباه وتأتي بنتائج عكسية وغير متوقعة، فيندمون يوم لا ينفع الندم، وقد رأينا وسمعنا عن تجارب مريرة لهذه الأحداث المؤلمة ولكن لو أسمعت لناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..
فإلى متى تستمر هذه الظاهرة السلبية في مجتمعنا، علما أن هناك مجهودات مشكورة لا يمكن تجاهلها تقوم بها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية التي لا تدخر وسعا في بلورة حلول بناءة وقيمة في التقليل والحد من هذا الواقع المر الذي تعيشه بعض العائلات وتفكيك حدة الخلافات الناتجة عن هذا الوضع اللا إنساني الذي يكون ضحيته المسنين الذين لا حول لهم ولا قوة في تدبير أمورهم الحياتية والصحية مع من يعيشون معهم، وقد قادت هذه الحملة ثمارها وعززت الترابط الأسري وأصبحت نوعا ما تحت السيطرة بعد الجهود المضنية التي بذلها المتصدين لهذه النوعية من المشاكل الأسرية بعد عدة ندوات ولقاءات ركز فيها على المفهوم الديني والأخلاقي والسلوكي الذي ترك أثرا واسعا على
على بعض من العوائل التي كانت تعاني من هذه المعضلات، وهذا إنجاز يصب في ما تبذله الجمعية من دور رئيسي وفعال يحسب لها في رصيد الأهداف. الإيجابية والإنسانية وفي رفعة المجتمع والرقي به.