احتمالية وقوع كبار السن ضحية لعمليات احتيال مالي؟ قد يكون علامة سريرية على الإصابة بمرض الزهايمر المبكر
6 سبتمبر 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 229 لسنة 2024
Falling for financial scams? It may signal early Alzheimer"s disease
September 6,2024
الصورة: التغيرات التي تحدث في مناطق معينة قي الدماغ وتؤدي إلى الزهايمر قد تكون مرتبطة أيضًا إمكانية وقوع كبار السن ضحية للاستغلال المالي
دراسة جديدة من جامعة جنوب كاليفورنيا في مدينة دورنسايف تفيد بوجود علاقة بين سمك منطقة معينة في الدماغ وبين إمكانية وقوع كبار السن ضحية للاستغلال المالي.
الأفكار الرئيسة:
تفيد النتائج التي توصلت إليها دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا في دورنسايف إلى أنه عندما يقع كبار السن ضحية عمليات احتيال «نصب» مالية، فقد يكون ذلك علامة إنذار مبكر على إصابتهم بمرض الزهايمر.
استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي للتعرف على كبار السن الأكثر عرضة للوقوع ضحية لعمليات الاحتيال المالي. هؤلاء يتميزون بمناطق دماغية أقل سماكة «أكثر رقة»، هذه المناطق الدماغية المرتبطة بالذاكرة واتخاذ القرارات غالبًا ما تتأثر مبكرًا بمرض الزهايمر.
النتائج تعطينا أملًا في إمكانية استخدام الضعف المالي [أي الحالة التي يجد فيها الفرد نفسه بأن ليس لديه ما يكفي من موارد مالية للتعامل مع الظروف أو النفقات غير المتوقعة [1] ] كأداة فرز بسيطة للمساعدة في التعرف على العلامات المبكرة على التدهور «الاختلال» الادراكي «المعرفي» [2] ، خاصة لدى الذين هم أكبر من 70 سنة
قد يكون لدى كبار السن الأكثر عرضة للاحتيال المالي تغيرات في الدماغ مرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بمرض الزهايمر، وفقا لدراسة [3] هي الأولى من نوعها بقيادة باحثين من كلية دورنسايف للآداب والفنون والعلوم التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا.
ما يقرب من 7 ملايين أمريكي مصابين بمرض الزهايمر، وهو السبب الرئيس الخامس للوفاة بين أولئك الذين يبلغون 65 سنة في السن وأكبر. العناية الصحية بالمرض يكلف الخزينة ما يقدر بنحو 360 مليار دولار في هذا العام «2024» وحده، وفقًا لجمعية الزهايمر [4] .
باحثون بقيادة ديوك هان Duke Han، أستاذ علم النفس وطب الأسرة في جامعة جنوب كاليفورنيا في مدينة دورنسايف، يهدفون إلى فهم العلاقة بين مرض الزهايمر المبكر والضعف المالي فهمًا أفضل [1] باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة لفحص أدمغة 97 مشاركًا في الدراسة ممن هم في سن أكبر من خمسين سنة.
ركز الباحثون على القشرة الدماغية الشمية الداخلية [5] ، وهي المنطقة الدماغية التي تعمل كمحطة ترحيل بين الحصين «والذي هو مركز التعلم والذاكرة في الدماغ» وبين قشرة الفص ما قبل الجبهية الإنسية «mPFC» «التي تنظم الانفعالات - المشاعر» [6] والدوافع [7] والوظائف أو المهارات الإدراكية [8] الأخرى. غالبًا ما تكون هده المنطقة الدماغية هي المنطقة الأولى التي تظهر فيها تغيرات في حالة مرضى الزهايمر، وعادةً ما تصبح أكثر رقة «أقل سماكة» [9] مع تقدم المرض.
لم يُظهر أي من المشاركين في الدراسة، الذين يتراوح سنهم بين 52 و83 سنة، علامات سريرية على الضعف الإدراكي [2] ، ولكن خضعوا جميعًا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس سمك قشرتهم الدماغية الشمية الداخلية.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم الباحثون أداة موحدة تسمى مقياس القابلية للاستغلال المالي المتصور [10,11] «PFVS» لتقييم المعرفة المالية [12] للمشاركين واحتمالية اتخاذهم قرارات مالية سيئة [أي التي لا تحقق أهدافهم المالية أو تؤثر سلبًا على مواردهم المالية. ومن بعض الأشياء المعروفة في هذا الصدد هي الديون المتأتية من استخدام بطاقات الائتمان في الشراء، وعدم ادخار أي أموال، والإفراط في الإنفاق أو الشراء [13] ] والتي أطلقوا عليها ”احتمالية الوقوع ضحية للاستغلال المالي،“ أو FEV [أي الاستخدام غير القانوني، أو غير المناسب لأموال، أو ممتلكات، أو أصول [14] ].
وبمقارنة إمكانية وقوع كبار السن ضحية للاستغلال المالي ب سمك قشرتهم الشمية الداخلية، وجد هان وفريق البحث تلازمًا معتبرًا من الناحية الاحصائية: فالقشرة الشمية الداخلية أقل سمكًا في الأشخاص الذين هم أكثر عرضة للوقوع ضحية للاحتيال المالي.
كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة للمشاركين الذين يبلغون 70 سنة وأكبر. وقد ربطت الأبحاث السابقة إمكانية التعرض للاستغلال المالي بالضعف الإدراكي البسيط [15] والخرف [16] وبعض التغيرات الجزيئية في الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر [17] .
يقول هان، الذي يشغل منصبًا في كلية كيك Keck للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن النتائج، التي بنت على دراسته السابقة [18] ، زودتهم بدليل قاطع يدعم فكرة أن احتمالية الوقوع ضحية للاستغلال المالي FEV يمكن أن يكون أداة سريرية جديدة للكشف عن التغيرات الادراكية التي تحدث لكبار السن - وهذا التغييرات غالبا ما يصعب اكتشافها.
”تقييم امكانية التعوض لاستغلال كبار السن ماليًا يمكن أن يساعد في التعرف على أولئك الذين هم في المراحل المبكرة من الضعف الإدراكي البسيط [15] أو الخرف، بما فيه مرض الزهايمر،“ كما فال هان، وأضاف، بيد أن الضعف المالي [1] وحده ليس مؤشرا قاطعًا على الإصابة بمرض الزهايمر أو غيره من التدهور المعرفي «الإدراكي». وقال: ”لكن تقييم إمكانية الوقوع ضحية للاستغلال المالي «FEV» يمكن أن يصبح جزءً من قدرة الفرد الفعلية والممكنة العامة على تحمل المخاطر المالية والاستثمارية المختلفة [19] الأخرى.“
وأشار هان أيضًا إلى عدد من محدوديات أو القيود للدراسة، حيث معظم المشاركين كانت نساء مسنات من ذوي البشرة البيضا الحاصلات على مستوى تعليم عالٍ، مما يجعل تعميم النتائج على مجموعة سكانية أكثر تنوعاً أمرًا ليس سهلًا. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن الدراسة وجدت علاقة بين سمك القشرة الدماغية الشمية الداخلية وإمكانية الوقوع ضحية للاستغلال المالي «FEV»، إلا أنها لم تثبت وجود واحد منها. وأخيرًا، لم يوجد في الدراسة مقاييس معينة لبثالوجيا مرض الزهايمر.
تترك هذه القيود الباب مفتوحًا أمام إمكانية تفسير العلاقة بين إمكانية الوقوع ضحية للاستغلال المالي FEV وترقق القشرة الدماغية الشمية الداخلية بعوامل أخرى. وبناءً على ذلك، قال هان إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، بما فيها دراسات طولية على مجموعات سكانية متنوعة، قبل أن تُعتبر إمكانية التعرض للاستغلال المالي FEV أداةَ تقييم معرفية «إدراكية» موثوقة.