آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

إنت وبس!

سوزان آل حمود *

الحب هو أحد أعمق المشاعر الإنسانية، ويُعتبر محركًا أساسيًا في حياة الأفراد. فهو يمنح الحياة طعمًا خاصًا، لكنه أيضًا قد يكون مصدرًا للمشكلات إذا لم يُدَار بحكمة. الحب يخلق روابط قوية بين الناس، لكنه يتطلب من الجميع أن يكونوا واعين لخياراتهم.

اختيار الشريك هو قرار مصيري يتأثر بالعديد من العوامل، منها القيم، الثقافة، والمجتمع. الرجل والمرأة غالبًا ما يركزان على الصفات الشخصية، الجاذبية، والقدرة على التواصل. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، تتدخل العواطف بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى اختيارات غير مدروسة.

عندما تسيطر العواطف على العقل، يجد الشخص نفسه في متاهة من المشاعر المعقدة. قد يندفع الشاب أو الفتاة نحو قرار الزواج دون التفكير في التبعات، مما يؤدي إلى ضغوط عائلية وأزمات مع الأهل ”إذا لم أتزوج هذه الفتاة لن أتزوج أبدا - الفتاة إذا لم أتزوج هذا الرجل لن أتزوج أو سوف أنتحر أو …. وجميعها تصرفات غير عقلانية بلهاء جوفاء“، ويجعلون الأهل في حيرة أو متاهة لا نهاية لها وتكوين المزيد من الضغوطات.

أو قد تكون هذه الضغوط نتيجة لرغبة الأهل في رؤية أبنائهم متزوجين، مما قد يؤدي إلى اختيارات غير مناسبة.

بعد فترة من الزواج، قد يكتشف الزوجان أن اختيارهما لم يكن موفقًا ويتذكر نفسه عندما أصر هي وبس وهي أخذت على نفسها عهد إنت وبس وجعله هذا القرار يتصرف بجنون حتى يتم الزواج حينها تظهر الخلافات في التصرفات والأسلوب، وقد تكون هناك خسائر مادية مرهقة نتيجة للقرارات السريعة. هذه الخسائر لا تتعلق فقط بالمال، بل تمتد لتطال العلاقات الأسرية، مما يؤدي إلى حالة من التوتر والقلق.

يُثار جدل واسع بين من خاضوا تجربة الزواج سواء توفقوا أم أخفقوا، منهم من يقول زواج القلب أفضل، وآخرون يرون زواج العقل أفضل! والجدل لا ينتهي!!!.

الخسارة هنا ليست مجرد خسارة شخصية، بل تشمل أيضًا رضى الوالدين وتكبد الديون. تزداد الأمور تعقيدًا مع تدهور العلاقات الأسرية، مما قد يؤدي إلى نهاية مؤسفة للعلاقة. فقد يتحول الحب إلى مجرد ذكرى مؤلمة، ويصبح الدمار هو النتيجة الحتمية.

رأيي الشخصي:

حان الوقت في هذا الزمن مع ما نراه من تطور سريع وانفتاح واسع لتحكيم العقل لنعيش بسعادة؟

لذا حينما تقرر أن تقوم بقرار ”الزواج“ حكم عقلك قبل أي شيء، وأقصد بشيء هنا، كل ما هو متعلق بمشاعر وأحاسيس القلب، لذلك عليك بالعقل ثم العقل ثم العقل وبعدها من الممكن أن نقول القلب،

ولتحقيق حياة مستقرة وسعيدة، يجب على الجيل الحالي أن يتعلم كيفية التحكم في عواطفه واتخاذ قرارات مدروسة. من الضروري التفكير بشكل عقلاني قبل اتخاذ أي خطوة مهمة. يجب أن يكون هناك توازن بين العاطفة والعقل، وأن يُستشار الأهل والأصدقاء في هذه القرارات.

أخيرًا

الحب الجميل يأتي مع الوعي والاحترام المتبادل، ويجب أن تكون العلاقات مبنية على تقدير الشخص الآخر وليس فقط على الرغبة العاطفية. من خلال الحكمة والتفكير العميق، يمكننا تجنب المتاهات المؤلمة وتحقيق حياة مليئة بالسعادة والرضا.