علاج السبب الرئيس للإجهاض التلقائي المتكرر
26 سبتمبر 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 220 لسنة 2024
Treatment for major cause of recurrent pregnancy loss
September 26,2024
من بين النساء اللاتي تعرضن لاجهاض تلقائي «خسارة حمل» [1] متكرر، نتيجة فحص أجسام مضادة معينة في حوالي 20٪ منهن كانت إيجابية [أي تلك الأجسام المضادة موجودة]. هذه الأجسام المضادة تستهدف جسم الأم. وجد فريق بحث بقيادة جامعة كوبي Kobe اليابانية علاجًا يرفع بشكل كبير من فرص هؤلاء النساء في الحمل لفترة حمل كاملة دون مضاعفات.
الشكل: بالنسبة للنساء اللاتي تتعرض لهذه الحالة المشاركات في دراسة أجرتها جامعة كوبي، رفع العلاج الجديد من فرصهن في الإنجاب من 50% إلى 87% وقلل من احتمالية التعرض لمضاعفات الحمل من 50% إلى 6%. المصدر: جامعة كوبي
الإجهاض التلقائي المتكرر هو حالة تصيب النساء اللاتي أجهضن تلقائيًا مرتين أو أكثر لأسباب غير معروفة. وقد وجد طبيب النساء والولادة تانيمورا كينجي Tanimura Kenji وفريقه في جامعة كوبي في وقت سابق أنه في 20% من هؤلاء النساء، تمكنوا من اكتشاف أجسام مضادة معينة [وهي مضاد الكريات البضاء البشرية [2] - human leukocyte antigen «HLA» -DR antibodies] في عينات من دمهم؛ وهذه الأجسام المضادة تستهدف أجسامهن. وأوضح تانيمورا أنه ”لا يوجد علاج معروف لهذه الحالة بالذات، لكن الأجسام المضادة لها هدف مماثل لتلك التي تلعب دورًا في حالة مختلفة لها علاج معتمد.“ ولذلك، أراد الفريق اختبار ما إذا كان هذا العلاج مفيدًا أيضًا في الحالات التي يوجد فيها هذ الأجسام المضادة المعينة التي اكتشفت حديثًا.
استعان تانيمورا بمساعدة أطباء نساء وولادة في خمسة مستشفيات في اليابان وقام طوال عامين بتحليل عينات من دم النساء المشاركات في الدراسة اللاتي تعرضن لإجهاض تلقائي متكرر بحثًا عن هذا النوع من الأجسام المضادة. فلو حمل أن وُجد لدى أيٍ من هذه النساء هذه الأجسام المضادة خلال هذين العامين، فسيقدم لهن أطباؤهن خيارات علاجية تحتوي أيضًا على تلك الأدوية الفعالة ضد حالة مماثلة من الناحية الكيميائية، على وجه التحديد، جرعة منخفضة من الأسبرين أو دواء يسمى ”الهيبارين [3] “. ثم لاحظ فريق البحث كم عدد النساء، اللاتي أُدرجا هذان الدواءان في علاجهن، اللاتي أصبحت حوامل بأجنة حية لفترة حمل كاملة أو ما إذا كان لديهن مضاعفات حمل [مثل، تسمم الحمل [4] أو ولادة مبكرة «خديجية»]، وقارن الفريق ذلك بنتائج الحمل لدى النساء اللاتي لم تتناول أيًا من هذين الدوائين.
وقد نشر باحثو جامعة كوبي نتائج دراستهم [5] في مجلة Frontiers in Immunology. وأفادوا أن النساء اللاتي تلقين العلاج كن أكثر احتمالًا لإنجاب أطفال أحياء [ولادة طفل حي] [6] «بنسبة 87٪» مقارنة بالنساء اللاتي لم تتلقَ العلاج «لدى 50٪ فقط من هولاء النسوة اللاتي لم تتلقَ أيًا من الدوائين ولادات حية - مما يعني أن النصف الآخر تعرضن لإجهاض تلقائي». بالإضافة إلى ذلك، بين المواليد الأحياء، أدى العلاج إلى خفض احتمالية حدوث مضاعفات «تسمم حمل أو ولادة خديج» من 50% إلى 6%. ”حجم عينة النساء المشاركات في الدراسة كان صغيرًا إلى حد ما «39 امرأة تلقين العلاج و8 نساء لم تتلقَ العلاج»، لكن النتائج تبين بوضوح أن العلاج بجرعة منخفضة من الأسبرين أو الهيبارين جرعة فعالة جدًا في منع الإجهاض التلقائي أو حدوث مضاعفات أيضًا في النساء اللاتي اكتُشف أن لديهن مضادات الأجسام المكتشفة حديثًا التي تهاجم أجسامهن،“ كما أفاد تانيمورا.
الكثير من النساء اللاتي ثبت أن لديهن الأجسام المضادة المكتشفة حديثًا والتي تستهدف أجسامهن، قد أثبتت نتائج الفحص أيضًا أن لديهن أجسامًا مضادة كانت معروفة سابقًا. بيد أن الفريق الذي تقوده جامعة كوبي وجد أن النساء اللاتي لديهن هذه الأجسام المضادة المكتشفة حديثًا واللاتي تلقين علاجًا كن أكثر احتمالًا للولادة الحية «بنسبة 93٪»، وأيضًا لم تعاني أي منهن من مضاعفات الحمل.
وبالنظر إلى المستقبل، يقول تانيمورا: "لقد ثبت أن الأجسام المضادة المكتشفة حديثًا التي تستهدف جسم الأمهات لها دور أيضًا في العقم وفي الفشل المتكرر لإنغراس البويضة في جدار الرحم [7] ، فضلاً عن أنها تمثل عامل احتمال لتخثر الدم الشرياني [8] لدى النساء المصابات بأمراض روماتيزمية جهازية [وهي اضطرابات المناعة الذاتية الالتهابية المزمنة، مثل هشاشة العظام، والتهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها [9] ]. ولذلك أتوقع أن تؤدي الدراسات بشأن فعالية العلاج ضد مجموعة واسعة من الحالات إلى نتائج مشجعة.