وقفة مع الإنسان
من المؤكد أن لكل إنسان منا طموح وله حلم جميل، يرسم في خاطره لنفسه طريق النجاح يطمح أن يحقق هدفه فيه، وكما قيل، الحياة بدون هدف لا معنى لها، يدرس ويواصل طلبه للعلم حتى يحصل على الشهادة العالية والتخصص الذي يحبه، ثم يتوجه للعمل والكفاح من أجل العيش والكسب الحلال، وتكوين المستقبل كالزواج وبناء الأسرة السعيدة بإذن الله.
ومن المؤكد كذلك، أن الإنسان له مبدأ أساس في حياته، أن يكون له حضوراً مميزاً وسط مجتمعه وبين أبناء جلدته، وهذا حق أي إنسان يسير على الطريق الصحيح، ويبذل الجهد بإعطاء وقته في العمل الصالح الذي يخدم من خلاله وطنه ومجتمعه وبكل حب وإخلاص، وهو يعيش راضياً ومقتنعاً بما كتبه الله له في الحياة.
لا بد لنا أن نشير إلى أمر مهم في حياة الإنسان، سعادة الإنسان جزء كبير منها في إسعاده للآخرين، أي بمعنى آخر تقوية علاقاته الودية والاجتماعية مع الناس، الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والاحترام والصدق والأمانة وبالابتسامة والوجه البشوش وبالتعاون والمساعدة، وكما ورد إن للابتسامة والبشاشة فوائد جمة، منها تخفف الضغوط النفسية، وتقلل من التوتر والقلق، وتزيل الهموم والغموم، وتشرح الصدر وتدخل الأنس والسرور، وفيها الأجر والثواب من رب العزة والجلال، وهو ما يؤكده العقل السليم والتفكير الناضح والقلب الصافي الحي سر الحياة، فما من قلب متسامح إلا وعاش مرتاحاً، لا يكره أحداً مهما أخطأ في حقه، لا يقلق أبداً مهما بلغت به الهموم، يعيش في بساطة مهما علا شأنه، يتوقع خيراً مهما كثر البلاء، يعط كثيراً ولو حرم، يبتسم ولو القلب يقطر دماً، لا يقطع دعاءه لأخيه المسلم بظهر الغيب.
وللتأكيد يحتاج الإنسان، كل إنسان منا وقفات مع نفسه مع ذاته، يراجع فيها علاقته مع ربه سبحانه وتعالى وهي تخص بالأولوية ليطمئن قلبه، ثم علاقاته مع الناس وأولهم هنا الأقربون، المودة والرحمة والإحسان والسؤال عن أحوالهم ومشاركتهم أفراحهم ومسراتهم، والوقوف معهم عند أتراحهم بالتخفيف عليهم من أحزانهم لا قدر الله، وزيارة مرضاهم ومساعدة محتاجهم، هذه كغيرها من الفضائل الحميدة، إن ذهبت لا سمح الله من الإنسان سلبته والعياذ بالله معنى الإنسانية.