حب الكتب ثم حب القراءة
يأتي حب الكتب سابقًا على حب القراءة بالنسبة للأطفال بالدرجة الأولى، فحينما يكون الكتاب جاذبًا فإن الطفل يتعلق به تعلقًا كبيرًا حتى قبل أن يفهم ما بداخله، أي حتى قبل أن يتعلم القراءة. لذا فإن بعض الخبراء ينصحون بإيلاء هذه الحقيقة اهتمامًا كافيًا، وشراء الكتب المناسبة لأعمار الأطفال منذ نعومة أظفارهم قبل سن المدارس.
ويتضمن ذلك اختيار كتب جاذبة من حيث الشكل؛ بألوان جميلة تكون براقة للأعمار الصغيرة، مع أمور أخرى؛ مثل كون بعض مكوناتها بارزة، وذلك لأن أفضل القراءة هي ما تحرك وتحفز حواس أكثر لدى المتلقي، كحاسة اللمس، إضافة إلى حاستي البصر والسمع، وحتى الشم بالنسبة لبعضهم؛ حينما تعجبه رائحة الكتاب من ورق وصمغ وخيوط وسائر مكوناته.
ويمكن زيادة جاذبية الكتب للطفل بالقراءة له، حتى تتشبع حاسة السمع لديه، وهو ما يزيد انجذابه لعالم الكتب قبل أن يتعلم القراءة، لما سيشكله ذلك في المستقبل من ذكريات جميلة تظل تجذبه نحو الكتب بما يسمى نوستالجيا الكتب. وهناك كتب ناطقة تصدر أصواتاً لافتة وجميلة بمجرد النقر عليها، وهو ما قد يجعل الطفل يدمن عليها، بل ويتعلم منها بعض الحروف والكلمات والمعلومات المفيدة التي ستشده بالضرورة إلى عالم الكتب.
لذا فإن على الوالدين أو الأقرباء أن يحرصوا على قراءة نصوص للأطفال بطريقة مشوقة، مع الحرص على النغمات المكررة والسجع الخفيف الجاذب، الذي يشد الطفل إلى هذا الشيء الجميل، ويحول ولعه الشفيف مع الوقت إلى ما يشبه النشوة العارمة، ثم إلى أكثر من ملكة تحيط به ولا تكاد تغادره في القادم من سني حياته.
كما أن فرصة أن يكون الطفل لصيقًا بأبويه أثناء القراءة تخلق حالة من الترابط الأسري، وهو ما ينعكس بدوره على محبة الكتب ثم لاحقًا محبة القراءة عندما يكبر.
إن وجود الكتب في البيت وتوزيعها في أنحائه مطلوب بحد ذاته، حتى قيل «في دراسة علمية» إن مجرد وجودها في البيت يجعل من المرجح أن يكبر الطفل محبًّا للكتب حتى دون أن يشجعه أحد على القراءة.
”أفضل لابني أن يقرأ ألف كتاب ويجوع، على أن يأكل في هيلتون ويقرأ دفتر التلفون!“ - الكاتب المصري مصطفى أمين