آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

أهمية ممارسة التمارين الرياضية لأدارة أعراض مرض باركنسون

عدنان أحمد الحاجي *

24 سبتمبر 2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 216 لسنة 2024

Exercise is Medicine: How Physical Activity Impacts People Living with Parkinson"s Disease

September 24,2024

ممارسة التمارين الرياضية علاج لكثير من الأمراض. هذه هي الفلسفة التي يلتزم بها الاستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة غوليف Guelph الكندية الدكتور فيليب ميلار Philip Milla، مهما كانت الحالة الصحية. عندما شرع الدكتور ميلار وفريقه في قياس التأثير الذي يمكن أن تحدثه ممارسة التمارين الرياضية في المصابين بمرض باركنسون، أثبتت النتائج صحة اعتقاده.

في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة الفسيولوجيا التطبيقية [1] ، شرع ميلار والفريق المشارك في قسم الصحة البشرية وعلوم التغذية في إجراء بحث هو الأول من نوعه لمعرفة مقدار التمارين الرياضية اللازمة لتحسين اللياقة القلبية التنفسية [2]  والأعراض المتعلقة مرض باركنسون.

لاستكشاف ذلك، قاس الباحثون [3] ، ولأول مرة، الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين «السعة القصوى للأكسجين هي أكبر سعة الجسم لاستيعاب الأكسجين في حالة بذل أكبر مجهود في الدقيقة V̇O2» [4]  والإعياء [5]  وسرعة الشعور بالإعياء، وطريقة المشي، وتوازن الجسم في المشي، والأعراض الحركية المتعلقة بمرض باركنسون لدى المشاركين الذين أكملوا إما تدريب الفترة عالي الشدة [6]  أو المعتدل الشدة.

”وجدت دراسات سابقة [8,7] أن ممارسة تدريب الفترة عالي الشدة قد يحسن من مدى قدرة المصاب بمرض باركنسون على المشي، ولكن قد يكون هذا بسبب أنه أصبح أكثر استقرارًا وتوازنًا أو واثقًا في مشيته،“ كما أوضح ميلار. ”ربما لم يكن لذلك علاقة باللياقة القلبية التنفسية ولم يخضع تأثير تدريب الفترة في الأعراض الحركية للدراسة سابقًا“.

مرض باركنسون [9]  هو اضطراب يتفاقم يزداد سوءً ويؤثر في الجهاز العصبي وأعضاء الجسم التي تتحكم الأعصاب فيها. المصابون بمرض باركنسون معرضون لحركات لا إرادية لا يمكن التحكم فيها، مثل الارتعاش وتيبس العضلات ويواجهون صعوبة في التوازن والتنسيق [التوازن هو القدرة على إبقاء الجسم في وضع مستقيم أو السيطرة والتحكم في حركته، والتنسيق هو القدرة على تحريك جزئين أو أكثر من أجزاء الجسم والتحكم فيهما بسلاسة وكفاءة [10] ].

المشخص بمرض باركنسون، بغض النظر عن مستوى لياقته البدنية، غالباً ما يعاني من الاكتئاب والخجل، كما أوضح ميلار. ونظرًا للأعراض البدنية للمرض، غالبًا ما يتوقف المرضى عن ممارسة الرياضة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض. ويقول: ”إذا توقف المصاب عن النشاط البدني، يعتاد جسمه على ذلك ويفقد الوظيفة البدنية [الوظيفة البدنية هي القدرة على القيام بالوظائف اليومية الضرورية والوظائف اليومية التي تجعلك معتمدًا فيها على نفسك للقيام بشؤون حياتك [11] ]“.

نتائج دراسة باركنسون أدهشت الباحثين

نُظمت الدراسة حول ثلاث مجموعات من المشاركين، كل مجموعة فيها حوالي عشرة أشخاص. المشاركون كانوا من الإناث والذكور يتراوحون بين 45 إلى 79 عامًا، ويتمتعون بمجموعة من القدرات البدنية، وكانوا في مراحل مختلفة من المرض. مارست كل مجموعة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة 10 أسابيع.

قام المشاركون بتكوين مجتمع صغير، حيث تواصلوا مع الآخرين المصابين بمرض باركنسون، وقاموا بدعم وتشجيع بعضهم بعض، وهي عادة ”مثلت منفعة كبيرة حقيقية للدراسة،“ بحسب ميلار.

وعلى النقيض من فرضية فريق البحث، وجد أن كلًا من نمطي التمرين الرياضي «عالي أو متوسط الشدة» أديا إلى تغييرات إيجابية مماثلة في أعراض مرض باركنسون وتقييمات الإعياء. وبينت الدراسة أنه بإمكان المرضى اختيار نمط التمرين الذي يناسبهم، دون الخشية من خسارة بعض الفوائد التي لا تتحقق إلا من خلال مستوى معين من التمارين.

انخفضت الأعراض الحركية بنسبة 25 بالمائة تقريبًا في كلا التدريبين الرياضيين «عالي ومتوسط الشدة».

”هذه تُعد نسبة انخفاض في الأعراض معتبرة ومهمة جدًا يمكن أن تحدث تغييرًا مفيدًا في حياة المصاب“، مضيفًا أن هذه النتائج تعزز الأدلة الداعمة لتوظيف التمارين الرياضية في إدارة مرض باركنسون. ”يرغب فريق البحث في المساعدة في زيادة المعرفة بفوائد التمارين الرياضية لأولئك المصابين بمرض باركنسون حتى يتمكن الأطباء وأخصائيو إعادة التأهيل والدعم المجتمعي وشركاء الحياة والعائلة من المساعدة في دعوة المصابين إلى ممارسة الرياضة بقدر ما ينبغي وما يُستطاع.“

الباركنسون هو أسرع أمراض التنكس العصبي انتشارًا في كندا

اعتمد هذا البحث على دراسة سابقة [12]  وجدت أن التمارين الرياضية عالية الكثافة التي قام بها أحد مرضى باركنسون - حيث قام بالتجوال على دراجته في جميع أنحاء كندا لمدة 85 يومًا - وهذا قلل بشكل كبير من أعراض مرضه.

باربرا سالسبيرج ماثيوز Barbara Salsberg Mathews كانت إحدى المشاركات في دراسة ميلار، وهي معلمة في برنامج بكالوريوس الفنون الإبداعية والصحة والعافية بجامعة غوليف، والتي استخدمت التمثيل الصامت «التمثيل بالإيماءات» [13]  كوسيلة علاجية لإدارة أعراض مرض باركنسون المصابة به.

ويأمل ميلار أن تستقطب هذه الدراسة المزيد من الوعي بمرض باركنسون، وهو أحد أسرع أمراض التنكس العصبي انتشارًا في كندا. ويقول: ”الإحصائيات مثيرة للقلق“. "كان المرض يُعد مرضًا نادرًا في السابق. حاليًا، بالكاد أحد لا يعرف شخصًا قد شُخص به”.

بنشر الوعي حول التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه ممارسة التمارين الرياضية في المصابين بالمرض، يود ميلار أن يرى البرامج التي تركز على مرض باركنسون متاحة في المجتمع. ولتحقيق هذه الغاية، قدم هو وفريقه النتائج التي توصلوا إليها في محاضرة ألقاها في إحدى الجمعيات الخيرية هناك

ويقول: ”إن الانطلاقة الكبيرة في نشر الوعي في هذا المجال هي إقناع الناس بفوائد التمارين الرياضية.“ ”في أي مرض، حين تأخذ العلاج في الاعتبار لا بد أن نأخذ بنفس القدر ممارسة الرياضة في الاعتبار.“