آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

تقلبات الحياة ومفاجأتها المؤلمة

جمال حسن المطوع

هل الحياة تحمل في طياتها مفاجآت متقلبة...؟ والتي قد تكون بعضها مؤلمة، وتأتي على حين غفلة ومن غير سابق إنذار.... فها هوا البعض منا يسابق الريح لعل وعسى يحقق بعضا من طموحاته الدنيوية والمعنوية، وهذا أمر مشروع ولا غبار عليه، ولكن وعلى حين غرة كل تلك الآمال والغايات تتبخر في لحظة من اللحظات الأليمة الغير متوقعة، فيحدث ما لم يكن في الحسبان، حيث إن بعضهم نسي أو تناسى أو غاب عن باله بأنه يسير والمنايا تسير، وإنه على موعد مع القدر المحتوم الذي لا بد منه والتي هي سنة الحياة، ومع كل ذلك تراه حريص شغوف لحوح على تحقيق كل ما يتمناه، فيبدأ السباق المحموم لتحقيق أمانيه وطموحاته، سواء كانت شرعية أو غير شرعية، وهو يريد والله يفعل ما يريد.

هذا هو الواقع بعينه، يأتي رغم تمسكنا بالحياة والركون إليها، وقد عشت قبل أيام قليلة لوعة الفراق لبعض الأحبة الذين فرق بيني وبينهم الموت فجأة، والذي لا مفر منه، فكم كنت أتمنى أن أزيل بعضا من الغمامة أو التوتر في العلاقات النسبية والأخوية قابلة للحل والتصالح قبل أن يفرق القدر بيني وبينهم، ولكن القدر كان أسبق، فشعرت بخيبة أمل كبيرة وانتكاسة مريرة، وإن الفرص إذا جاءت لا تعوض، ولكن التجاهل والتغافل ولا مبالاة وعدم المبادرة ضيعت الكثير من الفرص المتاحة بالعناد والمكابرة وعزة النفس الأمارة بالسوء.

بهذا النهج طالت القطيعة وبردت العلاقات وازداد التباعد حتى حصل ما حصل من الفراق الأبدي والأجل المحتوم، وأنا أحلم وأبني على أوهام من المماطلات والاستنتاجات الخاطئة التي أطاحت بتلك الرابطة والعلاقة الحميمة والمودة وصلة الرحم التي بذلت فيها غاية المقصود والمراد في إعادة العلاقات والترابط الأخوي والعائلي وفك القطيعة وإذابتها، ولكن هيهات، ما كل ما يتمنى المرء يدركه.... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.... أحبائي، فلنغتنم الفرص وليقدم كل منا التنازلات، ولا نجعل كل همنا الدنيا والفوز بغنائمها المادية، ونتغافل عن حياتنا الأخروية، فالحياة قصيرة جدا والفراق صعب وفقد الأحبة الأعزاء أصعب.