كلمات مائية
1 الضحكة رغيفا:
الشاعرة التونسية ماجدة الظاهري: «أرسلت له ضحكتي / تأبطها وركض كمجنون / عثر على رغيف ساخن / انزوى بها آخر الشارع / تطايرت فراشات كثيرة / ابتلعها وأغمض عينيه / رقص..» ضحكتها فعلت به ما يفعل «الوارد» في الصوفي» الغياب المطلق ثم الرقص» وهو عند الصوفي الغياب عن السوى، أما عند هذا العاشق فهو الغياب عن الوجود إلا ضحكتها والرقص. إنه يعانقها في هذه الضحكة، ويتطاير صوت القبل كالفراشات و«عين الحسود فيها عود»
2 العنقاء الثانية:
«السعادة غياب الخوف والألم»
هذا ما قاله فيلسوف التشاؤم الفيلسوف الألماني شوبنهاور «1788 1860م» وبذلك خلق عنقاء ثانية؛ فغياب الخوف والألم لا تتمتع به إلا الأحجار، فحتى الماء وهو ليس من الأحياء يشكو من الألم كما يعبر أحد الشعراء: «جريح بأطراف الحصى كلما جرى / عليها شكا أوجاعه بخريره» أما جبران فقد فسّر غياب السعادة «الدائمة» حين ربط بينها وبين الرغبة: «وما السعادة في الدنيا سوى شبح / يرجى فإن صار شخصا ملّه البشر» فالرغبة شبح، إذا تحققت، أعطت رشفة من السعادة، ولكن الظمأ باق. لذا فقول شوبنهاور يصبح مضحكا كقول شوقي: «وكل مسافر سيعود يوما / إذا رزق السلامة والإيابا»
3 حبائل الشيطان:
أجرى علماء فرنسيون، جاءوا مع نابليون، تجارب كيماوية أمام جماعة من الأزهر، فاعتقد الأزهريون أنها من حبائل الشيطان، كما عارض الأزهريون المطبعة، باعتبار أنها من صنع الشيطان، وحين مدّت أنابيب الماء لم يجيزوا الوضوء منها، ماعدا أتباع المذهب الحنفي؛ ولذا سمي أنبوب الماء الحنفية.
4 لِمَ انسكبت؟:
من مسرحية «مأساة الحلاج» لصلاح عبد الصبور الشبلي مخاطبا الحلاج مصلوبا: «يا صاحبي وحبيبي «أولم ننهك عن العالمين» فما انتهيت؟ / قد كنت عطرا نائما في وردته لِمَ انسكبت؟ ودرة مكنونة في بحرها لم انكشفت..؟ وكان هواء «المخافة» يصفِر في أعظمي ويئز/ فأدركت أني أعبد خوفي لا الله..» ما قاله الشبلي ينطوي على العبادة وعلى الخوف، فإذا كان سبب العبادة هو الخوف كانت العبادة له لا لله. أما إذا كانت العبادة لله فلا يكون الخوف هو السبب، بل الحب. وأعتقد أن صلاح عثر هنا؛ لأن الشبلي من أعلام الصوفية، وهم أخرجوا علاقة العبد بربه من الخوف إلى الحب.