احتفل وغن للوطن
حين يسأل أحد ما، هل أنت سعيد حين تحتفل؟ تكون علامات الاستغراب كبيرة وواضحة على وجه الشخص الموجه إليه السؤال، لأنه ببساطة لا يمكن أن يقترن مع الاحتفال إلا وجه السعادة.
ولذا يحتفل السعوديون في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام باليوم الوطني للمملكة العربية السُّعُودية، وهو اليوم الذي يخلد ذكرى توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله في عام 1932 م، إذ تأسست المملكة بعد جهود طويلة من الكفاح والتوحيد، حيث تمكن الملك عبد العزيز من استعادة الرياض في عام 1902 م، ومن ثم توحيد العديد من المناطق مثل نجد، والأحساء، وعسير، والحجاز 2.
وفي السابع عشر من جُمادى الأولى عام 1351 هـ، صدر المرسوم الملكي الذي أعلن توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السُّعُودية، ليصبح هذا اليوم مناسبة وطنية يحتفل بها السعوديون كل عام 3.
ولأن الاحتفالات تصنع الفرح، والفرح يصنع الهدوء والسكينة في النفوس، اعتاد الناس في مثل هذه الذكرى أن يلونون فرحهم بصبغة احتفالية استثنائية، فيجوبون الشوارع ويرفعون الأعلام ويرددون النشيد الوطني، ويحضرون الفعاليات التي تقيمها الكثير من الجهات الحكومية في البلاد، والمؤسسات، ودور الثقافة والفنون، وغيرها، والتي تشمل العروض الجوية، والألعاب النارية، والمهرجانات التقليدية، والرقصات الفلكلورية، بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية.
وعند الأطباء، في مُذَكِّرَة الآثار الجانبية للسعادة، قائمة يطول سردها، فهي تقلل التوتر، وتحافظ على الاتزان العاطفي، وتزيد من الثقة واحترام الذات، وتقوي العلاقات، وتصنع الشخصية القوية في اتخاذ القرارات، وتؤول إلى الراحة والنوم العميق والصحة الجيدة.
وبهذه السعادة التي توارثت من تلك الاحتفالات يكون الشعب السعودي قد عزز قيم الفخر والاعتزاز، والولاء للقادة والحكام، ونشر سفن الحب والسلام بين أبناء المجتمع، كما قد يكون بسلوكه الجيد ورقيه في الاحتفالات، عكس الهُوِيَّة الوطنية السُّعُودية، ورفع شعارها فوق القمة، وأبقى على الفرح أيقونة، عنوانها السُّعُودية، ولونها الأخضر، وشعارها، لا إله إلا الله.
يقول الشاعر مفدي زكريا: بلادي أحبك فوق الظنون، وأشدو بحبك في كل نادي، عشقت لأجلك كل جميل، وهمت لأجلك في كل وادي، ومن هام في حب الجمال، وإن لامه الغشم قال: بلادي.