آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

حياته كلها مع الكتب

يوسف أحمد الحسن * صحيفة البلاد

لا يكاد يمر يوم دون أن أقرأ مقالًا أو تدوينة للكاتب العراقي علي حسين. واللافت في كتابات وتغريدات هذا الكاتب العراقي أنها في غالبها إما حول القراءة أو استعراض لكتاب قرأه وأعجب به.

فهذا الكاتب الذي عرفناه عبر كتبه، التي منها (غوايات القراءة) و(في صحبة الكتب)، لا يمل من مطالعة الكتب، جالسًا على كرسيه المعروف. ولأنه يتذوق جمال الكتب فهو لا يريد أن يحرم القارئ من هذا الجمال الذي لا يتوقف، فيستعرضها إما بسطور معدودة أو بعدة صفحات تعطيك فكرة عن الكتاب بطريقة أخاذة لا تملك معها إلا أن تتناول الكتاب وتبدأ بقراءته.

يقول في كتابه (غوايات القراءة - ص 5): لقد استغرقت الكتب حياتي كلها. نعم إن فعل القراءة ربما يحسب بالسنين، لكن رفقة الكتاب هي رفقة عمر كامل، هذا هو حالي مع الكتب.

ويتميز أسلوب الأستاذ علي حسين بالسلاسة والجمال، وهو من النوع السهل الممتنع؛ الذي لا تشعر معه بأية حواجز لغوية أو فكرية حين تنساب كلماته على سطور الشاشة أو على صفحات الكتاب، ولا تنتبه لنفسك إلا وقد طويت أعدادًا كبيرة من الصفحات، وربما أنهيت كتابًا كاملًا.

ومن كتبه الأخرى: دعونا نتفلسف، سؤال الحب، مائدة كورونا، أحفاد سقراط، كتب ملعونة، المتمردون.

حينما سألته عن الوقت الذي يقضيه في القراءة كل يوم قال لي: أقرأ ما يقرب من ست ساعات يوميًّا، أقسمها على ثلاثة أوقات؛ ساعتين صباحًا أقرأ بها كتابًا فلسفيًّا أو فكريًّا، وفي منتصف النهار أقرأ كتابًا من الإصدارات الحديثة، وفي الليل أقرأ كتاب سيرة أو رواية صادرة حديثًا. كما أحاول متابعة ما ينشر في معظم دور النشر.

وهكذا فإن هذا الكاتب القدير، الذي عشق الكتب والقراءة منذ صباه، قد بدأ بجمع الكتب منذ ذلك الوقت، حتى بلغ عددها قرابة 30 ألفًا، كما قال لي مؤخرًا، واستأجر لها شقة كاملة.

يقول علي حسين في مقال له عن علاقته بالكتاب (أنا اقرأ.. إذا أنا سعيد): ”منذ أن تصفحت أول كتاب في حياتي وحتى كتابة هذه السطور وأنا أعيش علاقة حب دائمة مع الكتب. ما إن أدخل مكتبة حتى أشعر بنشوة غريبة لحظة النظر إلى الكتب، وغالبًا ما كانت الأغلفة تقذف بي إلى عالم مجهول، بينما كنت أرغب بكل كياني أن أغور في أعماق هذه الكتب“.

يقول أيضًا إن بداية تعلقه بالكتب كانت حين ذهب إلى مكتبة أحد أقاربه؛ يقول: في ذلك النهار وأنا أتجول بين العناوين وصور الأغلفة الملونة، اكتشفت أن هذا المكان يمكن أن يصبح كل عالمي... أتساءل أحيانًا إن كانت هذه الكتب غيرت حياتي، أم إنها سجنتني في عوالم مثالية وخيالية.

ويضيف: منذ أكثر من أربعين عامًا أجد نفسي كل جمعة أذهب إلى شارع المتنبي، مثل محب يذهب للقاء محبوبته، دون أن يدري ما المفاجأة التي بانتظاره، وفي كل مرة كنت أشعر بنشوة غريبة لحظة النظر إلى الكتب. وأيًّا كانت مكاسبي من القراءة فإنها ستظل الشيء الوحيد الذي لا يزال يسحرني.