الفوائد الخمس لمواقع التواصل الاجتماعي
الكتابة المتكررة والمركّزة عن خطورة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يُعرف ب ”Social Media“، سواء على الفرد أو المجتمع، كتابة مهمة ومعقدة، خاصة في مثل هذه المرحلة الجديدة التي بدأت تتشكل وتُصاغ وتتكون الكثير من الأفكار والثقافات والقناعات. مواقع ووسائل ووسائط التواصل الاجتماعي مثل إكس والفيس بوك وإنستغرام، لم تعد مجرد مدونات إنسانية أو منابر اجتماعية، هي كل ذلك وأكثر، وهي روافع ومنصات تتشابك/تتفاعل فيها تلك المظاهر المثيرة المتمثلة بالمدونات الحرفية أو الصوتية أو المرئية، ولكن كما يبدو فإن الأمور قد تجاوزت كل ذلك بكثير، حيث تحوّلت إلى وسائل إعلام وإعلان، وليتها اكتفت بذلك أيضاً، فهي الآن تقود فكر ومزاج وسلوك المجتمعات بكل أفرادها ومكوناتها وتعبيراتها، بحيث أثبتت كل المؤشرات والاستطلاعات والدراسات بأن مواقع التواصل الاجتماعي تستحوذ على اهتمام وجذب وشغف مئات الملايين من سكان العالم، لا سيما الشباب الذين يُمثلون الشريحة الأكبر في تعداد السكان في أغلب دول العالم.
وتُعدّ هذه المواقع والشبكات المؤنسنة، سلاحا ذا حدين، بل أخطر بكثير من ذلك، فهي مصدر للكثير من الإيجابيات والمكاسب والفوائد، تماماً كما هي أيضاً تتحمل مسؤولية الكثير من السلبيات والمخاطر والآثار، ومحاولة رصد ذلك، يحتاج للكثير من المقالات والتقارير والبرامج، ولكنني حاولت قدر الإمكان انتخاب خمس من أهم الموارد/الفوائد الإيجابية التي تُبشّر بها وسائل التواصل الاجتماعي والتي ساهمت في تطور وتنمية وازدهار المجتمعات والشعوب والأمم:
الفائدة الأولى: وهي ”زيادة الوعي“ بين مختلف مكونات وتعبيرات المجتمع. وما يُثار في فضاءات ومساحات وسماوات هذه الوسائل من نقاش وجدل ومراجعة، خلق حالة من الوعي الجميل والمفيد لدى الكثير من مستخدمي هذه الوسائل.
الفائدة الثانية: وهي ”تمظهر المعرفة“ التي أصبحت بفضل هذه المواقع والوسائل والشبكات، متوفرة وسهلة وميسرة. فقد تحوّلت المدونات المختلفة التي تنشرها هذه الوسائل إلى مصادر هائلة من المعارف والعلوم والآداب.
الفائدة الثالثة: وهي ”تعلم الحوار الجيد“ وتنامي ظاهرة النقاش المثمر والذي جعل من هذه الشبكات الاجتماعية منصة عالية ومساحة واسعة لممارسة الحوارات والنقاشات الإيجابية والمفيدة.
الفائدة الرابعة: وهي ”صناعة المحتوى“ الذي يُقدم كل ما هو جيد ومفيد وحقيقي. إن صناعة المحتوى الجيد، أحد أهم التحديات الكبرى التي تواجه وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وسط هذا التسونامي الهائل من المعلومات والتطبيقات والتحديات.
الفائدة الخامسة: وهي ”كتابة المستقبل“ بكل ما يحمله من طموحات وتطلعات وتحديات. لقد ساهمت هذه الوسائل الاجتماعية والشبكات المؤنسنة بشكل كبير في صناعة المستقبل الذي نرغب في رسمه وتحقيقه بالشكل والمنظور الذي يتناسب مع طموحاتنا وتطلعاتنا.