التجارة والإعاقة «أرينا نموذجا»
لم تكن الإعاقة مانعًا عن إتاحة الفرصة لذوي الإعاقة على مر البشرية؛ فقد مارس المعاقون بصريًا وسمعيًا وحركيًا المهن المختلف عبر التاريخ.
بل إن هناك نماذج مشرفة مارست أنواع التجارة في الماضي والحاضر؛ ففي الكثير من المجتمعات مارس المعاقون البيع وتبادل السلع إضافة إلى المهن المختلفة، والتي تتناسب مع قدرات وإمكانات المعاقين.
وسرد الأسماء ليس بالأمر الصعب، فهناك الكثير من التجارات الفردية التي أصبح المكفوفون روادًا فيها وهو أمر ليس مستغربًا.
لكن الجميل في نموذج مطعم أرينا الإيطالي أن تتلاحم الأيدي في خطابها لكون لغة اليد «لغة الإشارة» هي السائدة بين القائمين على هذا المطعم.
فمن صاحب الفكرة وهو الابن، ويحق لي أن أعبر عنه بذلك بافتخار؛ فأسرته وهو لا يتعاملون معي إلا كأبٍ لحسين الشبركة.
ذلك المبدع الذي تخطى أغلب الحواجز، ولم يجعل الإعاقة السمعية حاجزًا له عن الإبداع، والتطوير، والتطور على المستوى الأكاديمي؛ فهاجر لأمريكا طلبًا للعلم والترقي.
والجميل أنه أصبح مسؤولًا عن نقابة الطلاب ليس لفئة الصم في الجامعة بل حتى للناطقين.
وقد عاد بالشهادات التي تثلج قلب والديه ومجتمعه الصغير من فئة الصم، إضافة لمجتمعه السعودي الكبير، ولم يقف حسين عند حد الوظيفة، ويكون أسيرًا لها، حتى بدأ بطرح أفكار جميلة، وإبداعية تخص الصم وضعاف السمع وذويهم.
فحاول تكوين فريق عمل لتطوير أداء وفكر الصم عبر مجموعة لقاءات على مستوى المنطقة.
وانتقل لمرحلة مهمة من حياته التجارية مع جملة من أقرانه الصم بتحويل الأفكار إلى واقع عملي؛ فكانت باكورة أعمالهم هي مطعم أرينا الواقع في شارع الحمزة بحي الشاطئ بالقطيف.
والذي تميز بالديكور الرائع واللمسات الإبداعية من جماليات مستعينا بمكتب للديكور ومشاركته الفاعلة، حتى تكون الجلسات التي تتناسب مع الأصم في حال جلوسه وبأريحية.
فكرة رائدة على مستوى المنطقة والمملكة أن يدير ويعمل مجموعة من الصم هذا المطعم، والجميل أن يستخدموا التقنيات التي تساعد كثيرًا للتواصل في حال طلبات الزبائن.
كما أنها دعوة عملية لتعلم أفراد المجتمع بعض الإشارات وتكون الحاجة معكوسة في تقديم الخدمات، ففي السابق كان الأصم يبحث على من يعينه لإيصال فكرته أو طلبه حتى أصبح لزامًا على الناطقين تعلم بعض الإشارات ليتواصلوا بسهولة مع الصم.
ناهيك عن التنوع في الوجبات الإيطالية؛ فهناك الأطباق المميزة، وهي دعوة لجميع أفراد المجتمع أن يعاضدوا أبناءنا الصم.