آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:06 م

كيف تنجح الأم في الرضاعة الطبيعية؟

ترى الكثير من الأمهات أن الرضاعة الطبيعية متعبة ومرهقة، وقد تسبب لهم الإعياء والتعب الجسدي، بل والتعب النفسي، وترى الدراسات والأبحاث أنه إذا استعدت الأم للرضاعة الطبيعية بشكل جيد، فإن الرضاعة الطبيعية تكون ممتعة وليست متعبة، بل قد تكون طريقة من طرق علاج اكتئاب ما بعد الولادة، فكيف تستعد الأم للرضاعة الطبيعية؟

يبدأ استعداد الأم للرضاعة الطبيعية منذ بلوغها مبالغ النساء، إذ عليها أن تهتم بصحتها وتغذيتها وتحرص على ممارسة الرياضة وتستمر هذه العناية بنفسها وصحتها أثناء فترة الحمل مع الاستعداد للولادة بشكل جيد، حيث يرى الخبراء أن عملية الولادة هي أصعب ما تواجهه المرأة في حياتها، فعلى الأم الاستعداد لها بالمعرفة والاطلاع على مراحل الولادة وكيفية التعامل معها وكيف يمكنها تخطي عملية الولادة دون مخدرات تصل لطفلها فتجعله خاملا بعد الولادة، مما قد يحول دون البدء في الرضاعة الطبيعية في الثلاثة الأيام الأولى بعد الولادة، كما أن عليها الاطلاع على فوائد الرضاعة الطبيعية، وأضرار الرضاعة الصناعية والممارسات التي تساهم في إنجاح الرضاعة الطبيعية، وعليها أن تختار المكان المناسب للولادة، حيث تختار المستشفى صديق الطفل الذي يدعم الرضاعة الطبيعية.

تبدأ رحلة الرضاعة الطبيعية السعيدة عندما يخرج الطفل من رحم أمه فيلامس جلد بطنها، فيحبو بقدرة الله تعالى ليصل لثديها ويبدأ بالرضاعة في الساعة الأولى بعد الولادة، ليشعر هو وأمه معا بالراحة النفسية بعد جهد وتعب الولادة، مما يعطيهما دافعا للاستمرار في الرضاعة الطبيعية.

فإذا تلقت الأم الدعم اللازم لنجاح الرضاعة الطبيعية في المستشفى بحيث تساعدها أخصائية الرضاعة الطبيعية على التعرف على كيفية وضع وليدها ليرضع وكيفية إعطائه الثدي وعلامات التقامه الصحيح للثدي وكيف تعرف علامات الجوع عنده، وكيف تعرف أنه يرضع بطريقة جيدة وتعرفها على علامات كفاية الحليب لتبني ثقتها بنفسها وبحليبها وبقدرتها على الإرضاع.

عندما يبقى الطفل مع أمه طوال الوقت أثناء بقائها في المستشفى بعد الولادة فإن الأم تتعرف على وليدها وتعرف كيف يعبر عن جوعه، وكيف يمكنها التعامل معه تحت إشراف طبي، فإذا واجهت مشكلة في الرضاعة ساعدتها أخصائية الرضاعة في حلها، كما أن على كل أم أن تتعلم الاعتصار اليدوي للثدي قبل خروجها من المستشفى إذ قد تحتاجه في الظروف الحرجة.

بعد الخروج من المستشفى تحتاج الأم للدعم المستمر من مقدمي الرعاية الصحة ومن زوجها وأسرتها وصديقاتها، فالأم لا ترضع وليدها لوحدها، بل هي عملية يساهم كل من حولها بدعمها لتنجح فيها، فكلا من الدعم الجسدي والنفسي والعاطفيّ مهم جدا.

للأسف الشديد، كثيرا ما تتخلى الأم عن الرضاعة الطبيعية الحصرية بسبب عدم دعم من حولها لها، فالأم في هذه المرحلة تحتاج أن يساعدها أحد في واجباتها المنزلية والعناية بأطفالها وبدراستهم لتتمكن هي من التعافي من عملية الولادة بشكل أسرع وتكون عملية الرضاعة الطبيعية ممتعة، كما أنها بحاجة إلى الدعم النفسي والكثير من التشجيع والإطراء وبناء الثقة وليس للتحبيط ونزع الثقة بنفسها وبقدرتها على الإرضاع الحصري.

عندما تعود الأم إلى الدراسة أو العمل، تستمر حاجتها للدعم من المجتمع ومن مكان الدراسة أو العمل، فعليها أن تكون فخورة بنفسها كونها تؤدي مهمة إنسانية عظيمة بإرضاع وليدها فلا تخجل من ذلك بل تتحدث مع المسؤولين عن حقوقها في الاعتصار كل 3 ساعات على الأقل، لتستطيع توفير ما يحتاجه الطفل أثناء غيابها عنه، ولتحافظ على كمية حليبها حيث إن ثدي الأم كالمصنع الذي إذا لم تستهلك بضاعته كف عن إنتاجها فتقل تدريجيا حتى تنعدم.

إن لحضانات الأطفال دور أيضا في نجاح الرضاعة الطبيعية، فاختيار الحضانة التي تدعم الرضاعة الطبيعية وتستقبل حليب الأم وتعرف كيف تتعامل معه، والتي تكون قريبة من مكان العمل أو الدراسة حيث تستطيع الأم الوصول لها في وقت يسير مما يشجعها على استغلال وقت الفراغ بزيارة طفلها يساعد على استمرار الرضاعة الطبيعية حتى إتمامها حولين كاملين.

نعم حولين من الرضاعة الممتعة وليست المتعبة، تختمها بالفطام التدريجي على مدى ستة أشهر، لتكون نهاية سعيدة لأسعد رحلة في حياة الأم والطفل، الرحلة التي ستنعكس إيجابا على صحة كلاهما الجسدية والنفسية العمر كله.

استشارية طب حديثي الولادة والخدج، واستشارية الرضاعة الطبيعية بمستشفى القطيف المركزي