وقفات مضيئة في حياة الفقيد السعيد أمين ماجد الشبر
إلى روح الفقيد السعيد وأرواح المؤمنين والمؤمنات رحم الله من يقرأ سورة الفاتحة.
• عرفت الفقيد وأنا طفلٌ، عندما كنت أتابع تلفزيون الظهران بشركة الزيت العربية الأمريكية سابقا ”أرامكو حاليا“ وكان البرنامج صحيا يقدمه الأستاذ جميل خطاب. وفيه شارك المرحوم في تلك الليلة من ضمن المجموعة.
• ذهب الفقيد إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال الدراسة الجامعية في أواخر سبعينيات القرن الماضي وفي تلك الفترة انضم إلى منظمة الطلاب العرب في مدينة فلاغستاف بولاية أريزونا، وساهم بآرائه الثاقبة وملاحظاته الفاعلة في تطوير تلك المنظمة.
• بعد عام تقريبا تم انتخابه رئيسا لنادي الطلاب السعوديين في تلك المدينة، وكان النادي تحت إشراف الملحقية التعليمية في هيوستن بولاية تكساس، وقد تفانى في مساعدة المبتعثين وخاصة الجدد منهم بحل مشاكلهم وإعانتهم على التكيف مع الأجواء الجديدة.
• عاد في ثمانينيات القرن الماضي إلى أرض الوطن، والتحق بشركة أرامكو لفترة معينة.
• بعدها التحق بإحدى شركات سابك ”صدف“ وفيها أبلى بلاءً حسنا في توظيف الكثير من أبناء المنطقة إلى حين تقاعده.
• بعد التقاعد من صدف التحق بشركة الشرق الأوسط للبطاريات عام 1997 م وشغل منصب مدير شؤون الموظفين فيها لعدة سنوات، ومديرا عاما للشركة بصورة مؤقتة لأكثر من عام.
• في تلك الفترة يقول أحد معاصريه السيد مجتبى علوي هاشم السادة: ”كانت الروح الوطنية لديه عالية جدا“.
• عمل جاهدا لتحقيق نسبة السعودة المطلوبة من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حينها، والتي كانت عشرون بالمائة وعمل على رفعها.
• بذل قصارى جهده لرفع النسبة إلى 54% في جميع أقسام الشركة، وقد تحقق له ذلك.
• كان يضع مصلحة الموظفين في الاعتبار الأول. وقد تمتع بقوة الشخصية وشدة الحزم.
• قبل تسلمه للمنصب كانت الشركة تمنح الموظف السعودي راتب شهر واحد فقط كبدل للسكن، ولكنه عمل جاهدا لرفعه إلى ثلاثة رواتب. وأقنع إدارة الشركة الأمريكية في ذلك الوقت بذلك.
• بالرغم من قوة شخصيته وقراراته الحازمة كمدير لشؤون الموظفين إلا أنه تمتع بسماته النبيلة وأخلاقه العالية التي جعلت منه شخصا محبوبا ومقدرا من قبل الجميع، الرؤساء والمرؤوسين.
• في تلك الفترة وخلال زياراتي له في المنزل كم رأيت وسمعت تواصل الكثير من الآباء معه لتوظيف أبنائهم. وكان كثيراً ما يحقق أمانيهم بلا منةٍ منه أو تذمر، وكان رحمه الله يردد دائما ”هؤلاء شبابنا لا بد أن نقف معهم ونهيئ الظروف المناسبة للجادين منهم للتفوق والتطوير“.
• ومن هذا المنطلق كان ملتزما بقوة لتطوير مهارات وكفاءات الموظفين السعوديين؛ مما عكس رؤيته الإستراتيجية لتحقيق النجاح والتميز والإبداع لدى الكثير من الشباب السعوديين في تلك الفترة، فكان يغدق عليهم بالدورات التدريبية وورش العمل لتطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم وكفاءاتهم.
• كان كثيرا ما يردد ”إن الموظف الأجنبي استقدمته الشركة لخبرته وكفاءته فهو ليس بحاجة إلى الدورات بعكس شباب البلد حديثي التخرج والخبرة“.
• وقبل أعوام قليلة أدار مستوصف جمعية الصفا الخيرية على أكمل وجه وأسمى إدارة.
• عمل خلالها على وضعه في مصاف المستوصفات المتطورة بالمنطقة.
• تلك بعض المقتطفات التي سجلتها الذاكرة عن فقيدنا السعيد عندما تقلد المناصب الإدارية المتعددة.
• أما أياديه البيضاء، فقد لمسناها ونحن موظفين في مستشفى الجبيل العام، ولمسها إخواني مسئولي مستشفى صفوى. وأحطُ بموقفين مشرفين من عطائه مرة لنادي الصفا وأخرى لمستشفى صفوى، إلى جانب مساهماته للجمعية الخيرية ونادي الصفا الرياضي والعديد من المحتاجين، فكثيرا ما كنت أصاحبهُ إلى الفواتح وأراه يُغدق مما أفاء الله عليه من الخير على المعوزين والمحتاجين.
رحمك الله يا أبا نجاد وحشرك مع أجدادك الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والى روحه وأرواح أسلافه وأرواح المؤمنين والمؤمنات رحم الله من يقرأ سورة الفاتحة.