آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

زوايا

سوزان آل حمود *

نفس الإنسان أقسامها ما هي إلا زوايا، ولكل زاوية حكاية، من المنظور التاريخي والنفسي،

الإنسان خُلق للفرح والسعادة. اللحظات الجميلة التي نعيشها، والابتسامات التي تُرسم على وجوهنا، والأحداث السعيدة التي تُشعرنا بالبهجة والحياة، كلها تندرج تحت زاوية الفرح والسرور.

هذه الزاوية تُذكّرنا بأن الحياة ليست مجرد عبء أو صعوبات، بل هي نعمة يجب أن نشكر الله عليها ونحيا فيها بروح إيجابية ومتفائلة.

الحياة ليست خالية من الآلام والأحزان. المرض، الفقد، الإخفاقات، والتحديات هي جزء لا يتجزأ من رحلتنا على هذه الأرض.

هذه الزاوية تُعلمنا التحمل والصبر، وتُذكّرنا بأن الله لا يُكلّف نفسًا إلا وسعها. كما أنها تُعلّمنا التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة صحيحة.

الحياة ليست خالية من الأخطاء والإساءات التي نرتكبها تجاه أنفسنا أو الآخرين. ولكن القدرة على المسامحة والعفو هي ما يُميز الإنسان الكبير.

هذه الزاوية تُعلّمنا أن نتخلص من الحقد والكراهية، وتُساعدنا على إطلاق العنان للمحبة والتسامح في قلوبنا.

كُلَّما أُفكر، أجد أنَّ الله لا يبتلي أحداً بشيء دون أن يلهمه القوة والصبر عليه، لا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، لن يضع في طريقك عقبات لن تستطيع تجاوزها، لن يبتليك بشيء يُفقدك عقلك وصوابك، لن يجعل أقدارك أصعب من أن تتحملها، امتحان الله دائماً ما يكون على قدر صبرنا وقوة تحملنا، هو العالم بشؤون عباده، ولن يكلفنا برحمته ولطفه ما لا نطيق، أو ما لا نستطيع تجاوزه، الله أحن وأرحم من أن يُحملنا ما لا نستطيع تحمله.

الإنسان المتفكر هو من يتأمل في الكون والحياة بنظرة ثاقبة وعميقة. هذه النظرة تُعيننا على فهم أنفسنا ومحيطنا بشكل أفضل.

هذه الزاوية تُشجعنا على التفكير والتدبر، وتُساعدنا على اكتشاف الحكمة والدروس الخفية في كل ما نمر به.

الإنسان لديه القدرة على النقد الذاتي والتأمل في أفعاله وتصرفاته. هذا النقد البناء هو ما يُسمى ”النفس اللوامة“.

هذه الزاوية تُذكّرنا بأهمية تحمل المسؤولية والسعي للتحسن والتطوير الذاتي باستمرار.

كما أن العديد من الفلسفات والديانات تنظر إلى الإنسان كامتداد لكيان روحي أكبر من الجسد المادي. هذا البُعد الروحي والميتافيزيقي قد يُضاف كزاوية مهمة للنفس البشرية.

فالقدرة الإنسانية على التعبير الفني والإبداع هي جانب آخر للنفس البشرية. الرغبة في الجمال والتعبير عنه يمكن اعتبارها زاوية فريدة للكيان الإنساني.

البشر هم كائنات اجتماعية بطبعها، تتفاعل وتنشئ علاقات معقدة. هذا البُعد التفاعلي والاجتماعي للنفس قد يكون زاوية أساسية للفهم الكامل للطبيعة البشرية. فالبشر لديهم قدرة فريدة على التمييز بين الخير والشر وتطوير أنظمة قيمية معقدة. هذا البُعد الأخلاقي للنفس البشرية قد يُضاف كزاوية أخرى مهمة.

الحكمة النهائية:

رسالة الإنسان في الحياة هي التوازن بين هذه الزوايا المختلفة. فالفرح والسرور يُعطينا الطاقة والإلهام، والألم والحزن يُعلّمنا التحمل والصبر، والمسامحة والعفو يُطهّران قلوبنا، والنظرة الثاقبة تُنمي حكمتنا، والنفس اللوامة تُحفّزنا على التطوير المستمر.

بالتوازن بين هذه الزوايا، نستطيع أن نعيش حياة متكاملة وذات معنى، وأن نلبي رسالتنا في هذه الدنيا بأفضل طريقة ممكنة.