كيف تقتل زوجتك؟!
عندما بدأ الملل يعتريني وأنا جالس على مقاعد الانتظار، أترقب أحدهم يهتف باسمي، رحت أتنقل بين مقاطع اليوتيوب.
فإذا بمشهد كوميدي يمدّ ساعده لي، يحاول تبديد الملل مني.
وعندما شعرت أنّ المشهد المضحك يحمل رسالة ما، رحت أسأل صديقنا العزيز ”المستر جوجل“ عن عنوان الفلم.
إلّا أنّي تفاجأت بعنوانه، وهو: ”كيف تقتل زوجتك؟“
ارتسمت على وجهي ابتسامة باردة ورحت أقول لنفسي: ”لدينا الكثير من الرجال يقتلون زوجاتهم بالفطرة وليسوا بحاجة لتعليم“.
التقيت الكثير من الرجال خلال جلسات الإرشاد الأسري الذين يعتبرون النقاش مع الزوجة لحلّ مشكلة بسيطة هي مسألة كرامة، فإما أن ينتصر أو يموت شهيدًا.
أي لا مجال لأن يرى نفسه مخطئًا أمام زوجته.
وذلك المبدأ هو الأداة الأساسية لقتل الزوجة.
حتى إنه في كثير من الحالات يتحول الزوج أمامي وخلال الجلسة إلى جنرال نازي. فيرفع صوته مهدّدًا ويلوّح بيده مندّدًا.
وزوج آخر يظهر بصورة مرجع ديني يُصدّر الفتاوى ممسكًا بمفاتيح باب الخروج من الملة.
بينما زوج آخر يلبس عباءة أبي نواس ويظهر رومانسية عالية لكن ليس مع زوجته وإنما مع الآخرين والأخريات.
الكثير من تلك النماذج متوفرة ومتواجدة بكثرة، إلّا أنّهم يختبئون خلف وظائفهم الراقية وسيارتهم الفخمة وأقلامهم الذهبية.
فمنهم المهندس والطبيب والأستاذ والتاجر، دخلوا عشّ الزوجية محمّلين بأفكار رجعية.
منهم من فهم القانون الاجتماعي بشكل خاطئ، ومنهم من فسّر الأحاديث والآيات بما تهوى نفسه.
بعض الرجال ليسوا بحاجة لمشاهدة ذلك الفلم، فالكثير منهم جاهزون بالفطرة، فالقتل لا يحتاج لسيف أو مسدّس، ففكرة الرجل بأنه يملك الأفضلية والزوجة تابعة فتلك تكفي للقتل.