ماذا بإمكانك أن تفعلي لو كان طفلك يكره القراءة؟
بقلم جينيفيف ماك آرثر، برفسور في المركز الأسترالي للنهوض بالقراءة، الجامعة الكاثوليكية الأسترالية
18 أغسطس 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 184 لسنة 2024
?What can you do if your child hates reading
Genevieve McArthur، Professor at the Australian Centre for the Advancement of Literacy، Australian Catholic University
August 18,2024
ملاحظة من المترجم:
بما أن للأم الدور الأكبر في التربية والاعتناء بالطفل حتى من الناحية الدراسية وتنمية حصيلة الطفل التعليمية الثقافية، ركزنا هنا الخطاب عليها. لكن ينبغي ألا يغفل دور الأب في هذه المهام التربوية،
نص المقال
خلال أسبوع الكتاب، سنرى عددًا لا يحصى من الصور على وسائل التواصل الاجتماعي لأطفال سعداء يرتدون زيًا مشابه لما ترتديه بعض الشخصيات الواردة في كتبهم المفضلة، بينما تقيم بعض المدارس فعاليات يومية للاحتفال بمتعة القراءة.
هذه الفعاليات هي عبارة عن أوقات ممتعة للكثير من الأطفال، الذين يستمتعون بفرصة ارتداء ملابس كتلك التي ارتدتها هيرميون فرينغر [شخصية خيالية [1] ،] وردت في روايات هاري بوتر [شخصية خيالية في سلسلة من سبعة كتب للروائية البريطانية رولينغ [2] ،] أو سلسلة كتب دوغ مان Dog Man ويتحدثون عن بعض الكتب مع أصدقائهم ومعلميهم.
ولكن ماذا لو كان طفلك لا يحب القراءة؟
هذا يعتبر تحديًا متصاعدًا في أنحاء كثيرة من العالم. وجدت دراسة استقصائية [3] ، أجريت عام 2023 أن أكثر من 50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا في المملكة المتحدة لا يستمتعون بالقراءة في أوقات فراغهم. في الولايات المتحدة، أفاد 14% فقط من الطلاب البالغين 13 عامًا أنهم يقرؤون كل يوم تقريبًا من أجل المتعة [4] . وفي أستراليا [5] الوضع أفضل قليلًا، لكن حوالي 30% من الأطفال الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا يقولون إنهم لا يقرؤون من أجل المتعة.
لو طفلك واحد ممن لا يرغبون في القراءة، ماذا بأمكانك فعله؟ الخطوة الجيدة الأولى هي معرفة سبب عزوفه عن القراءة.
ما أهمية أن تجعلي طفلك يستمتع بالقراءة - أو على الأقل لا يكرهها؟
قد يكون التغاضي عن الطفل مغرٍ لو لم يكن له رغبة في القراءة، لكن هذا لن يساعده في الأمد الطويل. تعتمد معظم الوظائف على القراءة والكتابة، حتى تلك الوظائف التي هي مهنية بطبيعتها. على سبيل المثال، التجارة فيها الكثير من النماذج والتعليمات والإرشادات وإصدار شهادات توثيق واعتماد تعتمد على القراءة.
بمجرد أن يتعلم الطفل القراءة، فإنه يحتاج إلى التدرب عليهاحتى يتقنها - أو على الأقل يصبح جيدًا فيها بشكل كافٍ. ولهذا حب القراءة والرغبة فيها يعتبران من الأمور المهمة في الحياة، أو على الأقل عدم كرهها. ولكن يحتاج الطفل إلى التدرب عليها.
تشير الدراسات تفيد بأن الكثير من الأطفال لا يقرؤون من أجل المتعة.
ما أسباب عزوف الطفل عن القراءة؟
هناك عدة أسباب تجعل الطفل يكره القراءة:
- قد لا يكون جيدًا في القراءة كالأطفال الآخرين في صفه الدراسي، لذلك يشكل انطباعًا - من خلال ملاحظاته لنفسه أو تغذية الآخرين الراجعة «تعليقاتهم» - بأنه لا يجيد القراءة
- وهذا قد يجعله يشعر بالهمَّ أو حتى بالرهاب من القراءة، خاصة أمام الآخرين
- لذلك يتجنب القراءة لمجرد تجنب الشعور بالخجل.
ولكن، حتى لو لم يكن لدى الطفل أي مشكلات في القراءة، فإنه قد لا يحبذها.
ربما لديه اهتمامات أخرى «على سبيل المثال، الرياضيات أو الرياضة أو الموسيقى». أو أنه لا يرى أهمية للقراءة أو سببًا وجيهًا لها «مثلًا قوله: ”ماذا الفائدة منها؟“».
كيف يمكن معرفة السبب الجذري لعدم الرغبة في القراءة؟
أفضل بداية لمعرفة السبب الجذري هو التفكير والتأمل فيما يقوله طفلك عن القراءة، أو ما قاله في الماضي.
هل هناك احتمال أنه يجد صعوبة في القراءة في المدرسة؟ هل يعتقد أنه ”غير جيد“ في ذلك؟ هل القراءة تجعله يشعر بالقلق أو ”عدم الاهتمام بها“؟ هل يحاول تجنب القراءة بشكل مقصود؟ هل يجد صعوبة في أن يجد كتابًا مثيرًا لاهتمامه للقراءة؟
إذا لم يتبادر إلى ذهنك أي شيء، بأمكانك أن تحاولي الكلام مع طفلك - بطريقة لطيفة - لتعرف ما إذا كان أي من هذه الأشياء السابقة يمثل مشكلة له. لو لديك قلق من أن الحديث معه قد ينتهي إلى جدال معه، أو أنه يرد بقوله: ”لا أعرف لماذا، لكني أكره القراءة فحسب“، إذن وجه السؤال ألى معلمه.
معلمه هو من يعرف مستوى طفلك فيما يتعلق بقدرته على القراءة ومشاعره تجاها مقارنةً بزملاء صفه الدراسي، أو ما إذا يحاول تجنب القراءة لأي سبب آخر
يتجنب بعض الأطفال القراءة لأنهم يشعرون أنهم لا يجيدونها
حاولى أن تبحثي عن رأيٍ ًثانٍ؟
إدا شعرت أنك بحاجة إلى البحث عن رأي آخر، فقد ترغبين في أخذ طفلك إلى أخصائي قراءة. قبل أن تحجزى جلسة معه، اسأليه إذا كان بإمكانه عمل تقييم ثقة طفلك بنفسه من حيث قدرته على القراءة ومدى انخراطه فيها وتفاعله عاطفيًا معها بالإضافة إلى مهاراته القراءتيه. تلعب كل هذه الأمور دورًا في مدى جودة قراءة طفلك ومدى استمتاعه بها [6] ،.
تأكدي أيضًا من أن بإمكان المتخصص أن يقدم توصيات بالخطوات التالية بناءً على نتائج التقييم، لا فقط يكتفي بإعطائك نتيجة التقييم..
ماذا يمكنك أن تفعليه في البيت؟
أولاً، ساعدي طفلك في البحث عن كتب أو مقالات عن موضوعات تثير اهتمامه بالفعل [6] . ربما اصطحبيه إلى المكتبة المحلية أو محلات تبيع الكتب حتى يتمكن من اختيار كتابه الذي يحوزعلى اهتمامه. أو ابحثي في المكتبات البيتية الخاصة في الحي أثناء المشي معه. أبدى اهتمامًا باهتماماته.
ثانيًا، ساعدي طفلك على البحث عن سبب وجيه وهادف لحثه على القراءة. هل هو مصمم على قراءة جميع سلسلة «مجلدات» الكتاب؟ أم أن لديه أهدافًا عملية أخرى «مثلًا، لو قال أنه ”يحتاج إلى كتاب يتعلم منه كيف يقوم بإصلاح دراجته“»؟ أبدى اهتمامًا بكيف يقوم بمتابعة العمل تجاه تخقيق هدفه «أهدافه» من القراءة.
ثالثًا، ادعمي النجاعة الذاتية في القراءة لدى طفلك، وهي إطمئنانه بأن بأمكانه تحقيق أهدافه القراءتية. حاولي أن تتجنبي إبداء أي خيبة أمل ما لو كان تقدمه في القراءة بطيئًا. اهتمي بما يتعلمه من القراءة.
شجعا طفلكما على قراءة شيء ما عن موضوع يهتم به
آخر شيء ينبغى أن تأخذيه في الاعتبار
في مرحلة ما، قد تجدين طفلك محبطًا لأنه اختار نصًا سهلًا جدًا «وهو ما قد يجده مملًا» أو صعبًا جدًا «وهذا من شأنه أن يحبط معنوياته».
في الحالة الأولى، يمكنك أن تقولي له إن قراءته ”جيدة جدًا بالنسبة لهذا الكتاب، لذلك قولي له: دعنا نجد شيئًا أكثر إثارة غدًا“.
في الحالة الثانية، يمكنك أن تعرضي عليه مساعدتك له بحيث هو يقرأ صفحة وأنت تقرأين الصفحة التي بعدها [تعاورا في قراءة الصفحات]، أو الفقرات التي يشعر أنه لا يستطيع قراءتها. بهذه الطريقة يمكنكما معًا الانتهاء من قراءة الكتاب. بمرور الزمن، ستتعلمان معًا كيف تجدان النصوص التي ليست سهلة جدًا ولا صعبة صعبة جدًا حتى لا يسأم الطفل من قراءتها.