آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

لماذا يحب البعض القراءة أكثر من غيرهم؟

يوسف أحمد الحسن * صحيفة الجريدة الكويتية

لماذا يحب البعض القراءة أكثر من غيرهم؟ هو سؤال طرحه الكاتب الأمريكي جو بينسكر (‏Joe Pinsker‏) في صحيفة ذي أتلانتيك https://www.theatlantic.com بعد أن لفت انتباهه أن هناك من الناس من يحب القراءة منذ الصغر، ويستمر في تعلقه بالكتب، في حين أن آخرين عازفون عن ذلك. وأنه بينما هناك من يستمتع بالإمساك بكتاب، لا يحدث ذلك مع آخرين.

وأرجع بينسكر ذلك إلى عدة عوامل، كان من بين أهمها البيت الذي يولد فيه الإنسان، وثقافة القراءة التي يوجدها الوالدان فيه. وجاء في المقال أنه مر على الشعب الأمريكي فترة ما بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين ازدهرت فيه القراءة حتى سميت (حقبة القراءة)، وذلك نتيجةً للتطور الكبير الذي حدث في تكنولوجيا الطباعة؛ لكن ظهور التلفاز أخمده فيما بعد.

وقال غريسوولد (Griswold) إن الأنماط ”التي يمكن أن يكون عليها الناس فيما يتعلق بالقراءة“ متوقعة جدًّا، ومنها أنه كلما ازداد تعليم الفرد زادت قراءته، وأن سكان المدن يقرؤون أكثر من القرى، وأن القراءة مرتبطة بالترف، وأن البنات الصغيرات يقرأن في عمر أبكر من الأولاد ويبقين كذلك خلال مرحلة المراهقة.

وتضيف دراسة وردت في المقال المذكور أن للعرق دورًا في الموضوع، حيث تبين أن 60% من الأمريكان البيض قرؤوا كتابًا خارج العمل أو الدراسة خلال عام 2018، مقابل الأفارقة (47%)، والآسيويين (45%)، والأمريكان من أصل إسباني (32%). وتعكس هذه الأرقام الارتباط ما بين التعليم والقراءة. وبالطبع (تضيف الدراسة) فإن وجود هذه الخصائص (والانتماءات العرقية) لا يثبت ولا ينفي أن يصبح المرء قارئًا.

وتؤثر بعض السمات الشخصية في القراءة، حيث تبين أن الانطوائيين يميلون إلى قضاء أوقات فراغهم في القراءة أكثر من غيرهم. كما أشارت الدراسة إلى أهمية وجود الكتب داخل البيوت، بوصفه عاملًا مهمًّا في دفع الأطفال للقراءة.

وختامًا فإن هذه الدراسة قد تكون مرتبطة بمنطقة جغرافية محددة، وقد تنطبق وربما لا تنطبق على غيرها من المناطق، لكنها تعطي مؤشرًا إلى دور بعض العوامل التربوية أو البيئية في دفع البعض نحو القراءة وإبعاد آخرين عنها. ولا يمكن حسم ذلك في مجتمعاتنا العربية إلا بإجراء دراسات شبيهة بهذه الدراسات الغربية.