آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:18 م

الموظف بين النرجسية والمزاجية

أمير بوخمسين مجلة اليمامة

دائما يُسأل الموظف عن مستوى رضاه في العمل، وهل هو مرتاح في العمل، وهل أموره سائرة على ما يرام، وكيف تعامله مع زملائه، ومديره، وما هي نظرته للشركة التي يعمل فيها، وكيف يقيّمها؟ وغيرها من الأسئلة التي تخص عمله ومدى رضاه.. هذه الأسئلة تتكرر بين الفينة والأخرى عند الكثير من الناس، وصادفت المئات من هؤلاء خلال مسيرتي العملية ممن يستعرض ويتحدث عن مستوى الرضا في العمل. حيث يتكرر الإحساس بالظلم وعدم الرضا بشكل رتيب عندهم، وعلى مختلف المستويات الوظيفية «من الإدارة العليا، وحتى الإدارة الإشرافية»، حين يطرح موضوع الرضى الوظيفي في العمل، تجد إن هناك إحساساً عاماً وشديداً بالمرارة يظهر لديهم على شكل شعور «بأنهم لا يجدون ذاتهم في عملهم، وذلك راجع إلى عدم الاعتراف بكيانهم، وانعدام تقدير مجهوداتهم وعطائهم، ويشكون من تجاهل رؤسائهم لإنجازاتهم، ولكيانهم ذاته»، مما ينعكس في معاناة في موقع العمل وينطفئ روح الحماس لديهم، وتثبط همم تحقيق الذات. ويصبحون ضائعين في المؤسسة حيث لا يوجد من يقدّر ويعترف، ويستمرون في عملهم بلا روح، وفي حالة من تدني المعنويات والإنتاجية. هذه الحالة نجدها لدى الكثير من الموظفين الذين يواجهون في مسيرتهم العملية مدراء ذوي صفات نرجسية ومزاجية، وينظرون لموظفيهم ومن تحت ادارتهم بأنهم خدماً أو قطيعاً يرعاه. وبالتالي إن أبرز ما يضار ويتأذى لدى الموظف الدافع لتحقيق الذات في العمل. حيث إن الإنسان في عمله يريد أن يعطي وينجز، ويكبر ويتقدم في الترقية وفي تحمّل المسؤوليات، ويريد أن يعترف بكيانه وقدراته، وأن تتاح له فرصة المشاركة في القرار وتحديد الأهداف. فالحصول على الحاجات المادية والضمانات الوظيفية يعتبر أمرا ضروريا وحيويا، ولكن لا يوفر الرضى الوظيفي وتحقيق الذات من خلال الإنجاز والعطاء، ولذلك يستمر اجترار المعاناة وخيبات الأمل، ويعيش غريبا في مؤسسته. وبالتالي يتدنى الأداء الوظيفي وتتراجع جذوة الحماس للأداء المتميّز، وتتفشى مشاعر اللاجدوى، ومن ثم الاستسلام والنكوص إلى مستوى الحاجات الأولية والرضى بتحقيقها. ويعيش كإنسان مهدور، وطاقة مهدورة، وتصاب الروح المهنية بالوهن والعطب. ويتم إعادة السؤال: لماذا نكترث ما دمنا ضائعين، ومحكومين بالتجاهل، وغياب التقدير؟ لذلك نجد الكثير من الكفاءات التي استقالت، أو البعض منها مورس بحقها الظلم بتسريحها نتيجة عدم قبولها للواقع المُّر والمريض التي عاشته اثناء عملها. استقالت أو تركت العمل وانتقلت إلى شركة أخرى، والآخر وجد فرصته في خارج البلاد، وتم احتواؤه وإعطاؤه ما يستحقه من تقدير وتكريم، وموقع وظيفي مناسب مع قدراته وكفاءاته. هذا الأمر لا زال يؤرق الكثير من الموظفين، فما هو الحل للتعامل مع هذا النوع من المدراء المزاجيين والنرجسيين؟ هذه بعض الاقتراحات من واقع التجربة للاستفادة:

•الحفاظ على حدود واضحة: حدد حدودك الشخصية واحترامها، ولا تسمح للمدير بتجاوزها أو إهانتك.

•التواصل بوضوح: تحدث مع المدير بشكل مباشر وواضح، واطلب ما تحتاجه بطريقة مهنية.

•عدم التفاعل مع السلوك السلبي: لا تدخل في نقاشات أو جدالات مع المدير عندما يكون في مزاج سيء.

•التحلي بالصبر: قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لتغيير سلوك المدير، فحاول التحلي بالصبر والهدوء.

•التوثيق: وثق جميع التفاعلات مع المدير، بما في ذلك أي سلوك غير لائق.

•البحث عن الدعم: تحدث إلى زملائك أو أصدقائك أو عائلتك عن التحديات التي تواجهها.

•التفكير في الخيارات: إذا لم تنجح الاستراتيجيات السابقة، فقد تحتاج إلى التفكير في تغيير العمل أو البحث عن حلول أخرى.

•ركز على إنجازاتك: ركز على إنجازاتك ومهاراتك، ولا تدع سلوك المدير يؤثر على أدائك.