آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 4:21 م

كيف تكون مؤثرا وموجودا

إبراهيم البحراني *

في كل مجتمع أو محفل، نجد أشخاصًا يتركون بصمة واضحة وأثرًا لا يُمحى، بحيث يشعر الجميع بغيابهم عندما لا يكونون موجودين. هؤلاء الأشخاص ليسوا مجرد حضور جسدي في المكان؛ بل هم مصدر إلهام، ودعامة يعتمد عليها الجميع في الأسرة، والعمل، والمجتمع. في المقابل، نجد آخرين رغم حضورهم المستمر، إلا أن وجودهم يمر مرور الكرام، وكأنهم غير موجودين، فلا يتركون أثرًا يُذكر، ولا يشعر أحد بغيابهم. هذا التباين يدفعنا للتساؤل: ما الذي يجعل بعض الأشخاص يملكون هذا الحضور القوي والمؤثر، في حين يفتقر آخرون لهذا التأثير رغم تواجدهم؟ في هذه المقالة، سنستعرض الأسباب التي تجعل من بعض الأفراد حضورًا قويًا لا يُستغنى عنه، بينما يكون حضور آخرين أشبه بالغياب مع كثرة حضوره ومشاركته تلك المجالس.

1. المعرفة والاطلاع الواسع:

الأشخاص الذين يمتلكون معرفة واسعة واطلاعًا شاملًا يكون لهم تأثير كبير في المحافل المختلفة. فالمعرفة تمنحهم الثقة بالنفس وتجعلهم مرجعًا موثوقًا يلجأ إليه الآخرون للحصول على المشورة والنصح. هذا الوعي المعرفي لا يقتصر على مجال معين، بل يشمل جوانب متعددة من الحياة، مما يعزز من حضورهم في أي موقف أو نقاش.

2. المهارات الشخصية المتقنة:

إتقان المهارات الشخصية، مثل التواصل الفعال، وحسن التحدث بلباقة، والقدرة على حل المشكلات، يعزز من وجود الشخص ويجعله محورًا مهمًا في أي تجمع. هؤلاء الأشخاص يتمتعون بقدرة عالية على التأثير في الآخرين وإيصال أفكارهم بوضوح، مما يجعل حضورهم لا غنى عنه.

3. حسن الخلق والتعامل الجيد:

الأخلاق العالية والتواضع في التعامل مع الآخرين يلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز حضور الشخص. فالناس يتذكرون الشخص الذي يتعامل معهم باحترام وتقدير، ويتجنبون من يتسم بالتكبر أو السلوكيات السلبية. التواضع وحسن المعاملة يبنيان جسورًا من الثقة والاحترام المتبادل.

4. القدرة على الاستماع الجيد:

الأشخاص الذين يتقنون فن الاستماع يكون لهم تأثير كبير، لأنهم يعطون الآخرين الشعور بأنهم مسموعون ومقدّرون. الاستماع الجيد يعزز العلاقات الشخصية ويخلق جوًا من الثقة والانسجام، مما يجعل هؤلاء الأشخاص محورًا للحوار والمناقشات المهمة.

5. الروح الإيجابية وحسن الظن بالآخرين:

التحلي بالإيجابية، والقدرة على بث الأمل والتفاؤل في نفوس الآخرين، يجعل من وجود الشخص مصدرًا للطاقة الإيجابية التي يحتاجها الجميع. هذا النوع من الأشخاص يضفي جوًا من الراحة والطمأنينة في أي مكان يتواجد فيه.

6. المظهر الخارجي والابتسامة:

الاهتمام بالمظهر الخارجي، مع الحفاظ على الابتسامة الدائمة والشاشة، يعكس شخصيتك ويزيد من تأثيرك في المحافل. الأشخاص الذين يعتنون بأنفسهم ويظهرون بمظهر لائق يجذبون الآخرين إليهم بشكل طبيعي.

هذه الأسباب تشرح لماذا بعض الأشخاص يكون لهم وجود قوي ومؤثر في المحافل المختلفة، في حين أن غيابهم يترك فراغًا كبيرًا يشعر به الجميع. على الجانب الآخر، الأشخاص الذين يفتقرون لهذه الصفات يمرون غالبًا دون أن يُلاحظ وجودهم أو غيابهم، مما يبرز أهمية تطوير هذه المهارات والصفات لتحقيق حضور فعّال ومؤثر.

وأخيرا في خضم الحياة اليومية، سواء كنت في المجتمع أو الأسرة أو العمل، يبقى حضورك الحقيقي مرهونًا بمدى تأثيرك وإسهامك في كل محفل. لتحقيق هذا الحضور المميز، عليك أن تتسلح بالعلم والمعرفة، فهما أساس الثقة والاحترام. الصبر والمثابرة هما جناحاك لتحقيق النجاح والتأثير. لا تنسَ أن قضاء حوائج المحتاجين والابتسامة الصادقة هما من أعظم وسائل بناء العلاقات الإنسانية العميقة.

‏‏‏مختص بأمراض الحيوانات
موظف /أمانة المنطقة الشرقية