آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

#حياة_الماعز.. معزة ولو طارت

محمد التركي *

لا توجد على وجه الأرض دولة جميع مواطنيها فضلاء، أو جميعهم مطبقين لأنظمتها في شتى المجالات، والظلم قد يصدر من فرد أو من مسؤول أو حتى من جهة، ورغم كل ذلك لا يمكن أن تعمم أي حالة هنا أو هناك على جميع أفراد ومؤسسات الدولة.

ولأن أول العلاج لأي حالة يبدأ من الاعتراف بها.. نجد لدينا في #المملكة نموذجاً حاضراً في أذهاننا عند كل قضية يتمثل في مقام سمو #ولي_العهد الذي يسعى جاهداً لتحقيق الإصلاح الشامل وتطبيق مبدأ العدالة، بما يكفل العيش الهانئ فوق بلادنا الطاهرة، سواء كان ذلك للمواطن أو للمقيم على حد سواء، لذلك نجد بأن هناك حزم من القوانين والأنظمة تصدر بين الفينة والأخرى مع مراجعة دورية لها لضمان السير في الاتجاه الصحيح.

نعم.. نحن #السعوديون لسنا ملائكة، وإن كنا نسعى لأن نتحلى بقيم ديننا الحنيف على أتم وجه، والتي من جملتها ”الفزعة“ والنخوة والشجاعة والكرم وغيرها، مع يقيننا التام بأن الكمال لله سبحانه وتعالى، رغم أن تلك الصفات السائدة للإنسان السعودي ليس في وطنه فحسب، بل ترى تلك ”الباقة“ بتلك المزايا مفعّلة معه في كل أرجاء العالم، غير آبه بتكلفة الاشتراك والتي أحياناً يترتب عليها كسره لقوانين بعض البلدان والتي قد تعاقبه عليها، في المقابل.. قد تقع حادثة شنيعة أو تصرف سيئ في أي بقعة من وطننا الغالي لا يمكن أن ننكره ولا يعيبنا أن نعترف بوقوعه، ما لا نقبله هو أن تؤخذ تلك الحادثة أو ذلك التصرف ويصوّر كل الوطن نسخة منهما.

فيلم #حياة_الماعز وإن صدقت روايته.. لن أقف عنده ولا عند من يقف خلفه، فهناك ملايين القصص التي تثبت إنسانيتنا كسعوديين، والتي نستمدها من تعاليم #الإسلام أو من طبيعة البيئة التي نعيشها هي الأولى بأن نقف عندها، وسأقف معاتباً للمؤسسات الإعلامية الرسمية والأهلية التي عجزت أن تصل للعالم الصورة الناصعة والحالة السائدة للمواطن السعودي وكيفية تعامله مع أسرته وعمله ومكفوليه، نرى مليارات من الريالات صرفت على مسلسلات وأفلام وبرامج ساهمت في تسطيح السعودي عند المشاهد، بدلاً من أن ترتقي بالمتلقي الذي يشاهد من خارج الحدود في نظرته للسعودي الذي بعقله وفكره وقيمه ومبادئه بلغ ما بلغ.

أتمنى أن يتبنّى كبار المعنيين في الدولة إخراج أفلام ومسلسلات وبمختلف اللغات تبيّن حقيقة ”من نحن“، وعلينا أن لا نكابر وندّعي بأننا لسنا بحاجة لمثل ذلك، فاليوم المتابع للعالم يدرك تماماً حجم الإعلام الموجّه وتأثيره في مخاطبة الجمهور، فلنتحمل مسؤوليتنا الوطنية كل من موقعه، ونعمل على مواجهة ذلك الإعلام المضلل، من خلال نشر واقعنا كما هو لا أكثر، باستخدام الوسائل الحديثة التي تشد المتلقي.

محرر صحفي