آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 7:35 م

تفهم المخاطر الصحية لدى الرجال: لماذا يتجنب الكثير من الرجال مراجعة العيادات الطبية، وفقًا لأخصائي المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا

عدنان أحمد الحاجي *

1 أغسطس 2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 166 لسنة 2024

Understanding men ”s health risks: Why many avoid the doctor“ s office، according to a UCLA urologist

August 1,2024

مدخل من المترجم

هذه المقابلة جرت مع طبيب مسالك بولية من جامعة كالفورنيا في لوس أنجلوس لمناقشة أسباب إحجام بعض الرجال من أثنية لاتينية عن مراجعة العيادات الطبية بخصوص عمل فحوص تتعلق بمشكلات تتعلق بالصحة الجنسية. ورأينا أن تلك المشكلات قد تنسحب علي بعض الرجال في محيطنا الأقليمي ولذلك تناولناها بالترجمة ببعض التصرف، راجين أن تكون موضع فائدة لمن يحتاجها

المقابلة المترجمة

أثبتت البيانات دائمًا أن الرجال يترددون ويحجمون عن مراجعة العيادات الطبية بالرغم من أنهم يواجهون بشكل عام معدلات وفيات [1]  أعلى من النساء ومتوسط عمر متوقع [2]  أقصر منهن عبر معظم مسببات الوفيات.

ولكن لماذا الرجال أكثر احتمالًا من النساء من الناحية الإحصائية للإحجام عن مراجعة الأطباء؟ دكتور خوان ج. أندينو Juan Andino دكتوراه في الطب، ماجستير في إدارة الأعمال، طبيب مسالك بولية في قسم جراحة المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، متخصص في صحة الرجال وطب الصحة الجنسية [3] ، وخصوبة الرجال، علق على هذا السؤال.

سؤال: تفيد الدراسات بأن الرجال يحجمون عن عمل فحوصات طبية روتينية. ما هي بعض الأسباب العامة التي واجهتها أنت في ممارستك الطبية التي كانت وراء احجام الرجال عن عمل فحوصات روتينية منتظمة؟ ما مدى انطواء تلك الأسباب على الوصمة الاجتماعية التي يخشى الرجال أن يُوسموا بها والتي من شأنها أن تؤدي إلى تردد وإحجام عن مراجعة العيادات الطبيبة؟

جواب الدكتور أندينو: معظم الحالات المرضية المزمنة ”صامتة“ قبل أن يتعرض المرضى إلى الخطر. فقد ترتفع نسبة الكوليسترول أو ضغط الدم لدى الشخص وقد يصاب بالسكري أو السمنة أو العقم ولا يدري وهو مشغول بحياته اليومية.

من المحتمل أن تلعب الوصمة النفسية دورًا في الحالات الصحية المتعلقة بالصحة الجنسية للمرضى الذين أكشف عليهم وأقيِّم حالاتهم في العيادة أو أعالجها في غرفة العمليات. تعد الوظيفة الجنسية [3]  والخصوبة [4]  من الأشياء التي تسلط الضوء على أمور شخصية، بالنسبة للكثير من المرضى، قد يشعرون أن مناقشة هذه القضايا خارج البيت أو العلاقة الزوجية من المحظورات الاجتماعية «التابو» [5] . أعتقد أن هذا جانب لا يقل أهمية عن الصحة العامة لأنها ليست فقط ذات أهمية لجودة الحياة، بل إن الكثير من المشكلات الصحية الطبية والمزمنة قد يكون لها دور في العجز الجنسي [6]  أو العقم عند الرجال [7] ، ولكن إذا لم يُجرى تقييم للمريض في العيادة - فقد لا يعرف عن حالته - ولن يكون قادرًا على الإهتمام بهذه المشكلات الصحية والتعامل معها.

سؤال: ما هي المخاطر الطويلة الأمد المقترنة بالإحجام عن عمل فحوصات طبية روتينية؟

دكتور أندينو: دون معرفة أن هناك مخاطر صحية، من المستحيل البدء في مناقشة توصيات مع المريض لإجراء تغيرات في أسلوب حياته قد تكون بسيطة مثل تلك المتعلقة بإحداث تغيير في النظام الغذائي وممارسة تمارين رياضية منتظمة. هناك صعوبات ترجع إلى توصيات بسيطة قائمة على مبادئ توجيهية للفحوصات الصحية الروتينية بالنسبة للرجال، بعكس النساء اللاتي عادة تبدأ في وقت مبكر من حياتهن مع أطباء أمراض النساء والولادة لإجراء فحوصات الرعاية الصحية، مثل أخذ مسحات عنق الرحم.

سؤال: كيف يمكن أن نتحرر من هذه الوصمة، وما هي نتائجها؟

دكتور أندينو: هناك تأثير لعوامل الوصمة والثقافة والبيئة في هذا الأمر. الكثير من الحالات المزمنة عديمة الأعراض [8]  في البداية والتكاليف التي يتحملها المرضى وتسديد المبالغ مقابل الخدمة التي يقدمها مقدمو الخدمات الطبية ليست حافزًا كاف على القيام بالرعاية الوقائية. الكثير مما يساهم سلبًا في الصحة العامة هو خارج سيطرة الجهاز الصحي - لو كان الشخص يعمل في ثلاث وظائف ويقضي معظم يومه في العمل أو التنقل بين عمله وبيته، فقد يكون من الصعب عليه إيجاد الوقت الكافي لممارسة التمارين الرياضية والحصول على وجبات مغذية.

والتبعات هي ما نلاحظه في الاتجاهات «الترندات» التي نلحظها في جميع أنحاء البلاد من حيث ارتفاع معدلات السمنة والسكري والحالات المزمنة.

سؤال: يبدو أن الرجال من أصل لاتيني قليلو المراجعة لخدمات الرعاية الصحية الأولية. فما هي العوامل الاجتماعية أو الثقافية التي ساهمت في هذا الإحجام؟

دكتور أندينو: هذا سؤال معقد كثيرًا. تقرير [9]  رائع صادر عن مركز بيو Pew للأبحاث قبل عامين حاول الإجابة على هذا السؤال.

السبب الأول والأهم على الأرجح هو أنهم إما لا يملكون تأمينًا صحيًا كاملًا أو أنهم لا يملكون تأمينًا صحيًا البتة.

علاوة على ذلك، من المحتمل أيضًا أن يكون هناك دور للحواجز اللغوية، والاستخدام المحدود لمكاتب خدمات الترجمة والاختلافات الثقافية في تبادل المعلومات بين الطبيب والمريض في عدم الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية.

أما عن الاستفادة من الرعاية الصحية دون الحاجة إلى الذهاب إلبها بالسيارة أو أخذ إجازة «إذن» من العمل فقد يساعد الالتقاء الطبيب بالمريض أينما كان على حل هذه المشكلة. أقوم شخصيًا بالكثير من الخدمات الصحية عن بعد عن طريق الهاتف لأنه إذا لم احتج إلى إجراء فحص أو إلى الكشف على المريض لتقديم توصية طبية، فالعلاج عن بعد سيكون أسهل على المرضى في تحديد مواعيد والتخطيط للعناية بصحتهم.

سؤال: كيف يمكن لكسر الوصمة المحيطة بالصحة الجنسية والإنجابية أن يؤدي إلى نتائج أفضل للرجال من أصول لاتينية؟

دكتور أندينو: باعتباري طبيب مسالك بولية حاصل على الزمالة، أقوم بإحالة العديد من الرجال إلى أطباء الرعاية الأولية لأنني لا أقوم إلَّا بتشخيص الحالات التي لها دور في مشكلات الخصوبة والعنة [10] . على سبيل المثال، قد تظهر حالات السمنة ومرض السكري قبل سنوات من كشفي على من يعانون من العنة ويحتاجون إلى أدوية لمساعدتهم على التغلب على المشكلة وممارسة العلاقة الحميمة الخاصة مع زوجاتهم.

ثقافة الاعتزاز بالرجولة machismo عند اللاتينيين تصعِّب على الرجال التحدث عن هذه المشكلات. نادراً ما تسلط الصور النمطية في وسائل الإعلام الضوء على مدى تأثير السن والمشكلات الطبية فيما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية. ومع ذلك، بإجراء حوارات صادقة في العيادات الطبية أو عبر الخدمات الصحية عن بعد، يمكننا معالجة هذه الوصمة وتحسين جودة حياتنا.

سؤال: ما هي الرسالة التي توجّهونها للرجال الذين قد يشعرون بالحرج أو يترددون في طلب المساعدة في حالة وجود مشكلات صحية؟

دكتور أندينو: من يعاني أو من سيعاني من هذه المشكلات كثير.، لكنهم يحتفظون بها لأنفسهم ولا يظهروها لغيرهم. في هذه الحالات على الواحد أن يبحث عن طبيب يشعر بالراحة معه لمناقشة هذه المشكلات.

عندما يتعلق الأمر بالعقم عند الرجال وبالصحة الجنسية، مثل العنة الذي لا تنفع معها أدوية أو مشكلة انحناء العضو الخاص الذي يزعج المرضى أو الأزواج، يرجى مراجعة عيادات الرجال للكشف والتقييم

سؤال: كيف يمكن لأطباء وأخصائيي الرعاية الأولية العمل معًا لتحسين المخرجات الصحية للرجال؟

دكتور أندينو: بالاعتماد على بعضنا بعض لتحصيل الخبرة وبناء شبكة من أطباء يمكنهم تقديم رعاية متوافقة ثقافيًا ولغويًا مع المريض. والأهم من ذلك، يجب على الأطباء ومقدمي الخدمات الصحية معرفة حدودهم ومتى يطلبون المساعدة. أقوم شخصيًا بإحالة المرضى بشكل روتيني على مقدمي الرعاية الأولية أو أطلب منهم متابعة المشكلات المزمنة التي تؤثر في صحة المسالك البولية مع ارسال توصياتي أيضًا إلى عياداتهم. لكنني أعتمد أيضًا على أطباء المسالك البولية، وأخصائيي الغدد الصماء وأطباء النوم وأخصائيي الأشعة والأورام وأخصائيي الأشعة التدخلية [11] ، وأطباء الغدد الصماء الإنجابية والعقم [12]  «أطباء أمراض النساء والولادة المتخصصين في الخصوبة لدى النساء» لتقديم أفضل رعاية للمرضى والأزواج.