عزيزتي نفسي
مرحبًا بكِ مُجدّدًا، كيف أصبحتِ؟ هل فقدتِ بريق روحكِ أم ما زلتِ صامدة؟ هل عبرتِ في خنادق الظلام وتهتِ؟ أم أرشدكِ النور الساطع من فؤادكِ؟ هل اتسع عالمكِ واختفت الأرواح الرائعة؟ أراكِ وحيدة، ما بكِ عزيزتي؟ أرأيتِ تلك الزهور المنغلقة على نفسها تنتظر الربيع.. ألا تذكّركِ بشيء؟ ألا تسمعين صوت العصافير وأمواج البحر المتلاطمة؟ ألا تنعش روحكِ؟! يبدو لي أنكِ فقدتِ بعض الشغف في كل هذا الجمال، هل ضاع الأمل بين الظلام؟
لا عزيزتي قفي قليلًا وتنفسي، انظري حولكِ مرة أخرى فليس هناك ما يدعو للقلق، التفتي حولكِ غاليتي وسترين كل البريق الضائع، حاولي مرة أخرى. ها! هل وجدتيه؟ لمَ عزيزتي؟ قاتلي هذا الألم فلن يستمر، لا تخذلي روحكِ المقاتلة وكوني قوية، سعادتكِ بيديكِ فهي حولكِ لم تذهب، تغير مكانها نعم، فلن ترشدكِ إليها ولا بد لكِ أن تريها بنفسكِ ولن يستطيع أحد أن يدلكِ عليها، لا تنحني تبجيلًا لذلك اليأس القابع في أقصى الظلام في زوايا نفسكِ الحالية، لا تجعلي الضياع يرشدكِ للهاوية.
هناك طريق خلف ذلك الزجاج المتناثر يبدو لكِ طريقًا وعرًا حقيقته هكذا، ولكن خلفه طريقكِ الزاهر ذو النور الساطع، اسلكيه، فالله خلق الرحمة في ضلع الألم سبيلًا لكل متعب، ماذا علينا أن نفعل عزيزتي سوى الانتظار والرضا؟ اسلكي ذاك الطريق وإن تعثرتِ وانجرحتِ ألف مرة، ثقي بأنك ستصلين لطريقك يومًا ما، لا تنظري للماضي والسعادة فيه حُجّة لحاضركِ العاثر، ستخسرين معركتكِ حتمًا مهما بلغ منكِ الألم، فلا بد لكِ من الرضا بقضاء الله ففيه رضاكِ.
عزيزتي نفسي التائهة، أراكِ تمسحين دموعكِ وتقفين من جديد مبتسمة! هذا ما عهدتكِ عليه دومًا، قوية! واثقة! ومزهرة، اصنعي ساحتكِ بل عالمكِ واجعلي الجمال فيه ابتسامتكِ ورضاكِ وقناعتكِ بما قسمه الله لكِ، نِعَم الله المحيطة حولك هي طوق النجاة، البسي ثوب السعادة فيلبسكِ، دليلكِ هو يقينكِ بالوصول فلا تفقديه يومًا، اطرقي باب الأمل سيفتح لك بابه الواسع.
وداعًا عزيزتي! لا لن أقول وداعًا بل سأراكِ في زوايا الروح محلّقة، تركّزين عالمي وتنثرينه فرحًا وتسلّطين ناظري ومسمعي خيرًا وطيبًا، لا تقفي في استراحتكِ طويلًا، سنحلّق معًا لنزرع خيرًا ونخلق أثرًا يحكيه أحفادنا يومًا بل مجتمعنا. لا تجعلي من روحكِ التائهة سبيلًا في ضياع هويتكِ الرائعة، اصنعي من نفسكِ مثالاً رائعًا يحتذى به، وازرعي بذور الخير أينما حللتِ فتعود لك يومًا.
دمت محلّقًا في عالمك الرائع عزيزي القارئ، سأمر حوله يومًا لأبتسم وأجعلك ملهمًا يسطّر صفحات أوراقي.