اتقوا دعاء المظلوم
صحيح أن الأقارب فخر وحب وانتماء، لكن هل صحيح أن لدغاتهم تكون مميتة أكثر من الكوبرا؟
يقول الشاعر:
لو جيت تحسب ما لقيتَه في الأقارب
مجموع الأعداء أكثر من الأحبة
تدخل الأقارب «من أحد الوالدين، العم، الخال، الجد...» في حياة الأفراد يتبعه تأثيرات سلبية قد تنتج عنه، وأهمها الطلاق وتشتت الأولاد.
إحدى محاضراتي كانت عن الطلاق والمطلقات بأسباب جوهرية ليس للزوجين دخل بها، لا أسباب تافهة لا معنى لها. وطلبت من الحاضرات أن تكتب كل مطلقة السبب الرئيسي للطلاق.
وكانت النتيجة التي أذهلتني!
وإليكم قرائي الأعزاء بعض ما كتبته النساء اللاتي مررن بتجربة الطلاق، والسبب يدمي له القلب!
تزوجت منذ 15 عامًا وحياتي ولله الحمد مستقرة، وأنجبت خمسة من الأبناء. وفي يوم دخل عليّ زوجي يشطط غضباً وقام بتوبيخي وإهانتي بلا سبب وقال: ”اذهبي لمنزل والدك عافك الخاطر“. أخذت أسأل: ماذا حدث ولماذا؟ في النهاية مع إصراره ذهبت لمنزل والدي، ولم تفلح أي محاولة للصلح. هو مصر على رأيه، وعند الشيخ في المحكمة قلت للشيخ: ”لا بد لي أن أعرف سبب طلاقي الذي لم أعلم له سبب“. فأمره الشيخ بحزم وإصرار بذكر السبب، فقال: ”أتى لي عمها وقال: عندما كانت ابنة أخي طالبة تدرس في الخارج قبل زواجها التقيت بها في تلك الدولة وهي في حالة سُكر ومنظر مخزٍ!“
صرخت بلا شعور: ”استغفر الله، أنا أعمل هذا؟ أريد المواجهة مع عمي!“ طبعا اتصل زوجي بعمي وقال له الشيخ: ”نرغب بسماعك شخصيا“ ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾ [الحجرات: آية 6].
قال: ”ما أنا فاضي لكم، أنا قلت لك أبي أحذرك وقلت لك وهي صغيرة طالبة قبل زواجكم“. أخذ التلفون الشيخ فأغلق عمي الخط في وجهه. هنا قال الشيخ: ”واضح أن العم مخرب، تصفية حسابات، يريد هدم بيت بنت أخيه وكلامه غير منطقي وأنت عقلك صغير إنك صدقت كلامه. هذا واحد مخرب بعد حين من الدهر جاي يحذرك!“ هنا أنا أصررت على الطلاق لأنه لا يستحقني وعقله صغير، أي حد يؤثر عليه. تطلقت لكن الحرة لا تزال في قلبي. حاول أبي مواجهة عمي لكنه يتهرب وندمت أني لم أفضح عمي لأنني بالفعل رأيت عمي وأنا في البعثة، حيث قال لزوجته إنه ذاهب للعمرة ورأيته في مجمع مع مغربية وهو في حالة انسجام. أخبرت والدي لكن والدي قال لي: ”كأنكِ لم تريه وكل واحد الله بيحاسبه، وستري أي شيء تريه، هذا عمك من دمك ولحمك والله أمر بالستر، وما نريد مشاكل“.
أنا سترت على عمي وهو تبلّى عليّ في عرضي وشرفي. ربي يأخذ بحقي.
وما ضرني بعيد يجهلني.. إنما أوجعني قريب يعرفني.
زواجنا مضى عليه 17 عامًا، ومنذ زواجي زوجة حماي الأوسط وأنا أرى العلاقة مع زوجي تتطور. اتصالات طوال اليوم حتى وقت الغداء أو العشاء، غير أثناء دوامه. ولما أسأله يقول: ”لديها مشاكل مع أخي وأنا أحلها لها، وهي تعتبرني مثل أخوها فعادي“. لكن تطور الأمر، صار أخوه يجي الساعة 2 قبل الفجر ويأخذه ويقول: ”زوجة أخوك تبيك، ما تبي تكلم أحد غيرك“. تحملت وصبرت وما أقول شيء، لكن قبل سنة صار ينام بالمجلس. قال: ”أجي متأخر ما أبي أزعجك“. وبعدها صار كله وجهه مقلوب عليّ وعلى الأولاد، وأصلاً مو فاضي لنا، فقط لحل مشاكل زوجة أخوه إما مع زوجها أو ناس آخرين. مدارس الأولاد يعقدون مجالس الآباء، ما يحضر، حتى وجبة الغداء يتناولها بيت أخوه. طفرت من هذا الأسلوب، طلبت منه نجلس ونحل هذا الأمر، ولازم أنا وأولاده يكون لنا الأولوية في حياته. وبدون تردد قال: ”الحل طلاقنا وخذي عيالك!“ تطلقنا وأصحابه ومعارفه يلومونه، ”خربت بيتك لأجل زوجة أخوك“.
قال: ”اشتريت أخوي، وزوجته جزء منه“. هل في الدنيا واحد مثله يبيع زوجته وأولاده بهذه الصورة!!!!
وأهلي طبعاً قاطعوه لأنهم احتقروه، وأولاده ما يبون حتى يشوفونه رغم أني أقول لهم مهما صار هذا أبوكم ويحبكم ولازم تزورونه، بس هو مو مفتكر فيهم!
فجولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة.
أخته صديقتي وتحبني وخطبتني لأخوها وتزوجنا وكنا ثنائي رائع. بعد سنتين من الزواج تغيرت حماتي وعمتي عليّ. سألت حماتي: ”ما الذي حدث أجدكم متغيرين؟“ قالت: ”ما فينا شيء، لا يكون أنتِ فيكِ شيء علينا!“
قصتي: تزوجت وأنا طالبة، ولما أرجع من الجامعة أنزل بيت أهلي أرتاح وأتغدى، والليل يجي زوجي يأخذني للشقة. أنجبت الولد الأول ولا زلت أدرس، وأمي ساعدتني في تربيته.
مع الحمل الثاني والسنة الأخيرة بالجامعة صارت الضغوطات كثيرة، الدراسة وشقة وزوج. فطلبت من زوجي نجلس هذه الفترة بيت أهلي وهو وافق.
بعد الولادة تغير، ومن يجي بس يبي يتهاوش ويسب ويقول: ”ما تحترمي أمي وأختي!“ أقول له: ”ماذا فعلت حتى أنا ما أحترمهم؟ أنا بيت أهلي حتى ما أشوفهم، ولما أتصل حتى ما يردون. أرسل واتساب أسلم عليهم فقط“. أنا ما أدري ماذا يقولون له، لكن للأسف تغير، كان رومانسي وحنون أصبح شخص لا أعرفه. ومن ضمن هوشاته التي ليس لها معنى ضربني، وكان أخي بالبيت فدخل لنا بالغرفة وضربه وأبعده عني. فخرج ووكل شيخ للطلاق!
يقول الشاعر:
مليت من كثر الجروح العطيبة
الفرق واضح بين صادق ونصاب
والحق يطلع لو يطول مغيبه
فاتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحملُ على الغمام، فغداً في محكمة الله اللقاء!
ويل للظالم من يوم المظالم.
- زيادة التوتر والخلافات بين الزوجين
- شعور الزوجين بانعدام الخصوصية والاستقلالية
- تآكل الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين
- قد يؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية وانتهائها بالطلاق.
الطَّلاق مشروعٌ استناداً على الأدلة من القرآن والسنة وبإجماع العلماء، حيث قال تعالى ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: آية 229].
- وضع حدود واضحة للأقارب حول الشؤون الخاصة للزوجين
- تعزيز الاتصال والثقة بين الزوجين
- تعزيز الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات بأنفسهم
- اللجوء إلى المرشدين والمتخصصين عند الحاجة.
- عند حدوث أي مشكلة بينكما، تحلَّ بالصبر وقم بممارسة أي نشاط يجعلك لا تركز على مشاعر الغضب والاستفزاز بداخلك.
قال الله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ﴾ [الأحقاف: آية 35].