الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
المصدر - جامعة واشنطن في سانت لويس
18 يوليو 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 154 لسنة 2024
High stress during pregnancy linked to elevated cortisol in toddlers”hair، study finds
Washington University in St. Louis
July 18,2024
اكتشف باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس وكلية دارتموث في مدينة هانوڤر. نيوهامبشير، علاقة بين مستويات الكورتيزول [1] في شعر الأطفال الصغار - وهو مؤشر حيوي طويل الأمد على اجهاد الأمهات أثناء الحمل [2] .
الكورتيزول هو هرمون أيضي مهم ينظم أجهزة فسيولوجية متعددة [3] . يعتبر أيض الكورتيزول حساسًا لبيئات الحياة المبكرة، بما فيها حياة ما قبل الولادة «أثناء الحمل». أجريت أبحاث محدودة لتقييم العوامل التي تتنبأ بالتباين في مستويات الكورتيزول في شعر الأم وشعر الطفل، وهو أمر مهم لأن الكورتيزول في الشعر يمثل ديناميكيات مختلفة لوظيفة محور الغدة النخامية الكظرية «HPA» مقارنة بتحاليل اللعاب أو مصل الدم الأكثر شيوعًا.
لمعالجة هذه الفجوة، قمنا بدراسة ما إذا كان مستوى اكتئاب الأم الذي قيس أثناء الحمل [4] وبعد شهر واحد من الولادة مرتبطًا بمستويات الكورتيزول في شعر الأم وطفلها بعد حوالي 15 شهرًا من الولادة.
النتائج، التي نشرت في المجلة الأمريكية للبيولوجيا البشرية [5] ، تفيد بأن فسيولوجيا الإجهاد [7,6] طويل الأمد لدى الطفل - أو مدى استجابة الجسم للإجهاد - قد تتأثر بالظروف التي يتعرض لها في الرحم، وفقًا للمؤلف المشارك في الدراسة تيريزا غيلدنر Theresa Gildner، وهي أستاذ مساعد في الأنثروبولوجيا البيولوجية في كلية الفنون والعلوم في جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس.
النتائج تسلط الضوء أيضًا على إمكانية استخدام كورتيزول الشعر - وهو إجراء بسيط وسهل الحصول عليه - لتقييم نشاط الكورتيزول عند الرضع والأطفال الصغار «الدارجين».
“تحليل الكورتيزول في الشعر هو فحص غير باضع بالمقارنة بتحليل الدم، وهو طريقة لقياس تركيز الكورتيزول المتعارف [8] ، وأكثر منفعة من فحص اللعاب، والذي يعكس فقط التغيرات قصيرة الأمد التي تطرأ على تركيز الكورتيزول. وقالت غيلدنر: ”بالحصول على عينة من شعر الطفل بطول سنتيمتر واحد، والذي يكافيء شهرًا واحدًا تقريبًا من اندماج الكورتيزول في الشعر [بعد انتقاله اليه من الدم]، يمكن لفحص الكورتيزول في الشعر تحديد التعرض التراكمي للكورتيزول على مدى فترات زمنية طويلة.“
وفقًا لغيلدنر، أجريت الدراسة في المقام الأول لأغراض بحثية، ولكن وجدنا لها أيضًا امكانية تطبيقات سريرية.
”بفهم التأثيرات طويلة الأمد للإجهاد النفسي للأم في نسلها وعندما تكون هذه التأثيرات قويه بشكل خاص أثناء الحمل، يمكننا أن نحدد بشكل أفضل متى تكون هناك حاجة ماسة إلى تدخلات طبية لمساعدة الأم للحد من الإجهاد الذي تعاني منه، بالإضافة إلى الفوائد الممكنة على الأمد الطويل للاستثمار في هذه الأنواع من التدخلات لدعم رفاهية الأمهات وأطفالهن الرضع،“ بحسب غيلدنر.
كيف يؤثر كورتيزول الأم الحامل في جنينها
محور الغدة النخامية الكظرية «HPA» هو جهاز الجسم الذي يقوم بإدارة الإجهاد. عندما يتعرض الجسم إليه، يفرز محور ال HPA هرمون استيرويد يسمى الكورتيزول. تتفاوت مستويات الكورتيزول بشكل طبيعي على مدار اليوم استجابةً للإجهاد، ولكن هذه المستويات تنخفض عمومًا بمجرد زوال مسببات الإجهاد.
ومع ذلك، يمكن للإجهاد المزمن أن يخل بنشاط محور ال HPA، مما يتسبب في أن تبقى مستويات الكورتيزول مرتفعة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، بما فيها الأمراض الأيضية [9] ، وخلل «اضطراب» جهاز المناعة [10] وارتفاع في الالتهابات [11] والسرطان وحالات الصحة النفسية [12] .
خلال فترة الحمل، يعبر الكورتيزول المشيمة بسهولة. عندما يستمر مستوى الكورتيزول على ارتفاعه في المرأة الحامل، فإنه يمكن أن يضر أيضًا بالجنين ويؤثر في نموه، بما في ذلك معدل نمو الجنين [13] .
”من الممكن أن تكون التغييرات في مستويات الكورتيزول في النسل مفيدة، وربما تؤدي إلى النمو والتطور المتسارع استجابة للإجهاد المبكر بما فيه الإجهاد أثناء الحمل. وقالت غيلدنر:“ في الأساس، يتلقى الطفل إشارات من أمه وهو في رحمها مفادها أن العالم الخارجي عالم مجهد «يسبب الإجهاد»، وأن أنماط نمو الطفل قد تتكيف استجابةً لتلك الإشارات. "
”ومع ذلك، قد يكون لهذه التغييرات أيضًا تكاليف سلبية على الطفل، بما فيها انخفاض في وزنه عند الولادة ومشكلات قد يتعرض لها في وقت لاحق من حياته، كالمشكلات «الاضطرابات» السلوكية [14] المرتفعة واحتمال مرتفع للإصابة بالحالات الصحية المرتبطة بالكورتيزول، مثل الاكتئاب والقلق ومشكلات الجهاز الهضمي والسمنة.“
ومن المثير للاهتمام أن اكتئاب الأمهات [بما فيه حالات الاكتئاب حتى 12 شهرًا بعد الولادة، بحسب التعريف [4] ] لم يكن له نفس التأثير على الأمد الطويل في الأمهات. واختبر الباحثون أيضًا إفراز الكورتيزول لدى الأم بعد 15 شهرًا من الولادة، لكنهم لم يجدوا نفس التلازم. كما أنهم لم يجدوا صلة بين اكتئاب ما بعد الولادة ومستويات الكورتيزول لدى النسل، مما يشير إلى أن التعرض المباشر أثناء الحمل فقط هو الذي يؤثر في النسل.
الدراسة الحالية كانت عبارة عن دراسة صغيرة نسبيًا شملت 46 أمًا و40 طفلًا صغيرًا «دارجًا»، بمتوسط سن يبلغ 15 شهرًا، لكن النتائج كانت مشجعة. وقالت غيلدنر إن فريق البحث يأمل في البناء على نتائج هذه الدراسة، وحشد عينة أكبر ومواصلة التحاليل في وقت لاحق من سن هؤلاء الأطفال.
وقالت غيلدنر: ”قد يساعدنا هذا في معرفة طول المدة [بعد الولادة] التي قد يستمر فيها تأثير تعرض الجنين في الرحم لإكتئاب أمه الحامل به“.
*ملاحظة من المترجم: استبدلت كلمة stress «الإجهاد» [6] التي وردت في عنوان التقرير أعلاه إلى كلمة depression «الإكتئاب» [4] وذلك لأن الكلمة الثانية كانت محور الدراسة ووردت في عنوان الورقة المنشورة [5] . بالإضافة، الإكتئاب هو بحد ذاته إجهاد بالنسبة للأم في هذا الحالة.
