بذكرك لهجاً … على خطى السجاد (ع)
تبعاً لسيرة محمد وآل محمد يركز علماؤنا، سواء العرفاء منهم أو غيرهم وإن كان للعرفاء صولة وجولة هنا، يركزون على أن يكون اللسان والقلب ينبضون بذكر الله بأشكاله وأنواعه بعيداً عن حبائل الغفلة. يروي أحد العرفاء أن أمير المؤمنين رفض أن يوقف الذكر اللساني لتهذيب شاربه الشريف انقطاعاً وحباً لذكر الله تبارك وتعالى، وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه إن الذوات الطاهرة محمد وآله الطاهرين كتلة من ذكر الله تبارك وتعالى لا يلهون ولا يسهون من طفولتهم فما بالك بعد ذلك وفي عالم البرزخ بل وحتى في عوالم ما قبل الدنيا ففي بحار الأنوار ”عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ نُورَ مُحَمَّدٍ ص قَبْلَ أَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ الْعَرْشَ وَ الْكُرْسِيَّ وَ اللَّوْحَ وَ الْقَلَمَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ آدَمَ وَ نُوحاً وَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ دَاوُدَ وَ سُلَيْمَانَ “. والنور مصدره الله تبارك وتعالى والقرب منه و”النور الإلهي - نور الأولياء - يزداد درجة بعد درجة. يعني: يعيش إطار التكامل، قال تبارك وتعالى: ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ دائمًا يعيش صراط التّكامل، والآية القرآنيّة تقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ سبيلاً بعد سبيلٍ، ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ فالنور الإلهي نورٌ يعيش التّكامل دئمًا“ «شبكة المنير» وهل يكون التكامل من طريق غير طريق ذكر الله تبارك وتعالى.
صور ذكر الله تبارك وتعالى متعددة مثلاً الشكر.. الشكر مرة يكون قولياً أي باللسان ومرة يكون عملياً أي بالأفعال من خلال صرف نعم الله عز وجل في مرضاته فالشكر اللساني لا يكفي إن لم يقترن بفعل الجوارح.
على كل حال، تَرَكَ المعصومون عموماً والمولى زين العابدين تراثاً دعائياً لا شبيه له إلا القرآن الكريم والنصوص المقدسة. والظرف الذي عاشه الإمام زين العابدين السجاد ساهم في أن يُظهر الإمام تلك الدرر المحمدية لهداية الأمة بطريقٍ لا يعرض بيت النبوة لأذى بسبب الظروف العصيبة بعد فاجعة كربلاء. يقول العلماء الأجلاء عن الصحيفة السجادية أنها كنوز معارف إسلامية في ساحات متعددة «عقيدة وسلوك وأخلاق وآداب … إلى آخره.» وهذا معلومٌ مسلمٌ به. ومما يجدر ذكره هنا هو أن هناك أدعية وردت عنهم لكل ساعة من ساعات النهار فضلاً عن أدعية وزيارة الأيام بالإضافة إلى الأدعية والزيارات للمناسبات في طول السنة.
أيها القارئ الكريم.. هل شكرت الله عز وجل على هذه النعمة التي ينفرد بها مذهب أهل البيت بالحرص على التعرض لنفحاتها بقراءتها يومياً/أسبوعيا/شهرياً ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾ [سورة البقرة: 186] ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾ [غافر: 60]
بحمد الله، هناك تطبيقات جزا الله مؤسسيها/موجديها/مبرمجيها خير الجزاء وضعت تلك النفحات الإلهية المقدسة في قوالب جذابة ووظفت لها التقنية الحديثة بأجمل توظيف من خصائص عرض وتنبيه وما إلى ذلك. أود أن أخص منهم موقع مدينة الحكمة الذي جمع في تطبيق ”الروايات والدعاء والسيرة“ شكر الله سعي القائمين عليه وهذا رابط موقعهم: -
https://www.hekm.co/?h=0&zone=Arab%20Standard%20Time&daysadd=0
ذكر الله هو السند في الشدائد فضلاً عن وقت الرخاء.. وأدعية الحسين يوم عاشوراء وعند استشهاده المفجع خير إيجاز لإثبات ذلك.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ سَيِّدِ العابِدِينَ الَّذي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ وَجَعَلتَ مِنهُ أئِمَّةَ الهُدى الَّذِينَ يَهدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ، اختَرتَهُ لِنَفسِكَ وَطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ وَاصطَفَيتَهُ وَجَعَلتَهُ هادياً مَهدياً، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن ذُرِّيَّةِ أنبيائِكَ حَتى تَبلُغَ بِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَينُهُ في الدُّنيا وَالآخِرةِ إنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
نسألكم الدعاء والزيارة …