آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء

أمير بوخمسين مجلة اليمامة

من ضمن المشاريع الجبارة، التي اعتمدتها رؤية 2030“السعودية الخضراء”، ويعني بأن السعودية ستتحول إلى بساط أخضر ينتشر في ربوع المملكة، وتغطية كافة المساحات البيضاء. وانطلاقا من أجل تحقيق هدف الرؤية، تم تأسيس مراكز وهيئات متخصصة ولجان للعمل من أجل دراسة الأمر والبدء بتنفيذ الأعمال المطلوبة، لذلك نجد في أغلب مناطق المملكة مبادرات التشجير والاهتمام بالغلاف الأخضر وتوعية الناس بأهمية توسيع النطاق الزراعي عبر زرع الشتلات وبذر البذور في مختلف المناطق، والتنسيق مع الجهات المختصة وأهل الخبرة. إن تأسيس وإنشاء بعض الجمعيات المختصة بالزراعة والبيئة يأتي في هذا السياق من أجل تضافر الجهود المجتمعية والحكومية، ومن خلال التعاون المشترك لتحقيق الهدف المنشود. مؤسسة رضا الوقفية لتنمية الإبداع المعرفي ومقرها الأحساء، وضعت من ضمن أهدافها المساهمة في تغطية الغلاف الأخضر في وطننا الحبيب، وتبّنت ورعت مبادرة لأحد المواطنين الفاعلين والمهتمين في المجال الزراعي وهو الأخ أحمد جواد بوخمسين، الذي أبدى اهتمامه بزراعة نبتة الغاف الأحمر، والذي أثار الاهتمام بزراعة هذه الشجرة ومحاولة الحد من انقراضها. أطلق على مشروعه اسم زراعة نبتة الغاف الأحمر، وصبّ جهوده بالتركيز على زراعة هذه النبتة على نطاق واسع في محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية. بدأ أحمد مشروعه قبل أكثر من ست سنين، اختار بعض المناطق التي تصلح لزراعة هذه النبتة وشمّر عن سواعده، وانطلق متحمّلا مسؤولية زراعة ونشر هذه البذرة على نطاق واسع في المحافظة، حيث قام بعدة مبادرات وبمساعدة متطوعين لغرس بذور الغاف الأحمر، والذي حسب وصف صاحب المبادرة بأنه لا يزرع إلا في المناطق الخارجة عن الأحياء والمزارع، وأنه لا يصلح زراعته في البيوت أو في المزارع المحلية، وإنما في المحيط الخارجي للمحافظة، وقد تم اختيار المناطق الصالحة للزراعة بالتنسيق مع المؤسسة العامة للري في الأحساء، وبعض الجهات الرسمية لمساعدته في الزراعة. يذكر أحمد بأن نبته الغاف الأحمر من أكثر الأشجار قيمة بيئية في منطقة الخليج العربي الشديدة الجفاف، حيث بالإمكان استعماله كنواة لخلق نظم بيئية في مناطق طاردة للسكان وغير صالحة للزراعة، وفي الإمكان استعماله لتحويل السبخات الملحية الرطبة إلى غابات من الغاف الأحمر لتحمّله للملوحة العالية، كذلك فهو من أفضل الأشجار استعمالاً لصد زحف الرمال لتحمّله للعطش الشديد، وحتى بالإمكان تشجير المنتزهات والطرقات السريعة منه وريه بمياه معالجة من الصرف الصحي لتحمل الغاف الأحمر لنسب عالية من الملوحة «TDS» تتعدى 5000 جزء من المليون.

بدأ بعض النشطاء البيئيين في منطقة الخليج العربي بتسليط الضوء على أهمية هذا النوع النباتي للنظم البيئية المحلية، حيث قام بعض الناشطين بالتوعية عن وجود أشجار الغاف الأحمر في وادي حنيفة بمدينة الرياض، وكذلك أعضاء من فريق أصدقاء الحياة الفطرية بالأحساء بمحاولات عديدة لمكاثرة الغاف الأحمر وزراعته حول المستنقعات المائية في واحة الأحساء. ولا زال أحمد جواد بوخمسين مستمرا دون كلل أو ملل يعمل في مبادرته في تكثيف زراعة هذه النبتة وتحقيق ما يصبو له، وهو زراعة ما يفوق المئة ألف بذرة. كل هذه الجهود وبالتعاون مع السلطات المحلية في محافظة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية وخصوصا المؤسسة العامة للري، التي تبنت فكرة نقل مجموعة من أشجار الغاف الأحمر من وسط بعض مزارع بلدة الفضول إلى أطراف بحيرة الأصفر، وتم البدأ في نقل الأشجار في ربيع عام 2021، ولا زالت جهود المؤسسة في نقل المزيد من هذه الأشجار. ومن الجدير بالذكر بأن هذه الأشجار التي تم نقلها بدأت بإنتاج البذور بكميات كبيرة وجودة عالية، كما أنها بدأت بالتكاثر بالجذور بحيث أصبحت نواة لتكوين غابة غاف أحمر في المنطقة. والهدف الأساسي من المبادرة انشاء غابات من الغاف الأحمر في محيط وأطراف البحيرات والمستنقعات المنتشرة حول الأحساء.