كيف يمكن تشجيع المجتمع المحلي للمشاركة في العمل التطوعي
اليوم مع رؤية 2030 نرى نمو وزيادة العمل التطوعي في مملكتنا الحبيبة، وفي مختلف المجالات، حيث تهدف الرؤية إلى بلوغ 1000000 متطوع، وتسعى «وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية» للوصول إلى مستهدف الرؤية خلال الأعوام القليلة المقبلة وزيادة في عدد الجمعيات والمؤسسات التطوعية. هذه التطورات والإنجازات التي تحققت على أرض الواقع لم تتم إلا من خلال تكاتف كافة الوزارات والهيئات الحكومية بالتفاعل مع أفراد المجتمع، والعمل ضمن استراتيجية واضحة للجميع. فالتطوع وعمل الخير وجد مع وجود الحياة، وحثّ عليه دينُنُا الحنيف، فالتعاون وحب الخير للآخرين، ومساعدة المكروب والمحتاجين، وإماطة الأذى عن الطريق، وغيرها من أعمال تطوعية يقوم بها الفرد لوجه الله دون مقابل مادي، هو تعزيز لمبدأ التكافل الاجتماعي. قال تعالى ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: آية 9].
ولتشجيع المشاركة التطوعية في المجتمع على نطاق واسع يرجى اتباع الخطوات التالية:
زيادة الوعي: عبر الحملات التوعوية والحملات الإعلامية التي تستهدف الجمهور بشكل عام، وتسليط الضوء على قصص نجاح المتطوعين وتأثيرهم الإيجابي على المجتمع.
إنشاء شراكات: إقامة شراكات مع المنظمات غير الربحية والجمعيات المحلية، بحيث تقدم هذه الشراكات فرصًا للمتطوعين للمشاركة في مشاريع محددة والاستفادة من الموارد والخبرات المتاحة.
توفير بيئة داعمة ومحفزة للمشاركة التطوعية: أن يقوم المجتمع المحلي بتوفير المساحات والمرافق المناسبة لتنظيم الأنشطة التطوعية، بالإضافة إلى توفير التدريب والتوجيه للمتطوعين الجدد وتقديم الدعم والاعتراف للمتطوعين الحاليين.
تنظيم الفعاليات والأنشطة التطوعية متنوعة وجذابة للناس: تشمل هذه الفعاليات التطوعية تنظيف الشواطئ، والعمل في المؤسسات التعليمية والمستشفيات، وتوزيع الطعام على المحتاجين، وتنظيم حملات تشجير وتجميل للمناطق العامة. بحيث تكون هذه الأنشطة مصممة بشكل جذاب وملائم لاهتمامات واحتياجات المجتمع المحلي.
تكريم وتقدير المتطوعين وجهودهم المبذولة: عبر تنظيم حفلات تكريم سنوية أو توزيع شهادات تقدير للمتطوعين المتميزين. مما يعزز روح المشاركة ويحفز الآخرين على الانضمام إلى العمل التطوعي.
باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن للمجتمع المحلي تشجيع المشاركة التطوعية بشكل أكبر وتعزيز الروح التطوعية في المجتمع. على أن يتم تبني هذه الجهود بشكل مستدام ومستمر لتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع المحلي.
إن دراسة المجالات الأكثر احتياجًا للمشاركة التطوعية يعتبر أمراً ضروريا، ومساعداً في معرفة حاجات المجتمع، لذلك تحديد المجالات في المجتمع المحلي يتم عبر الخطوات التالية:
إجراء دراسة لإحتياجات المجتمع الرئيسية: تنظيم استطلاعات الرأي أو إجراء مقابلات مع الجهات المعنية مثل المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الربحية والمجتمع المحلي لفهم التحديات والمشكلات التي يواجهها المجتمع.
التشاور مع الجهات المعنية في المجتمع: مع المنظمات غير الربحية والمؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي، وتنظيم اجتماعات وورش عمل للتحاور حول الاحتياجات وتحديد الأولويات التي يمكن أن يتم التركيز عليها في العمل التطوعي.
تحليل البيانات الموجودة: استخدام أدوات الإحصاء والاستطلاع والتقارير الموجودة المتاحة لتحليل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية في المجتمع، من أجل المساعدة في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تدخل تطوعي.
الاستماع إلى آراء واحتياجات المجتمع المحلي: عبر تنظيم جلسات استماع مجتمعية أو استطلاعات للرأي لاستطلاع آراء الأفراد والمجموعات المختلفة في المجتمع حول المجالات التي يرونها مهمة للعمل التطوعي.
تقييم الأولويات: بعد جمع المعلومات والاستماع إلى الآراء المختلفة، يجب تقييم الأولويات وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تدخل تطوعي أكثر من غيرها. وقد تكون هذه المجالات على سبيل المثال: التعليم، الصحة، البيئة، الرعاية الاجتماعية، تنمية المهارات، دعم الفئات الضعيفة وغيرها.
من خلال استخدام هذه الخطوات، يمكن للمجتمع المحلي تحديد المجالات الأكثر احتياجًا للمشاركة التطوعية وتوجيه جهوده نحو تلبية تلك الاحتياجات بطرق فعالة ومستدامة.