آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:06 م

كرة الثلج..

بدرية حمدان

فمن أعظم هدايا الله إلينا أن يهبنا شخصًا قوي الإيمان يحبنا بإيمانه، يحول عيوبنا ونعراتنا إلى كرة ثلجية تنصهر وتذوب تحت حرارة عمق الإيمان والصبر، والحلم. فالكبرياء المتصنع والغطرسة، بيننا وبين بعض سواء كنا زوجين أو إخوة أو زملاء، أياً كانت هذه العلاقة، تكون دافعاً للفرقة واستحالة استمرار العلاقة.

في دنيا العلاقات الإنسانية يتطاير رذاذ من التصرفات غير المقصودة والتي لا يُراد بها الأذية أو إزعاج الآخرين ممن تجمعنا بهم علاقات، لكنها وبدون قصد تترك أثرها في النفوس، وتعمل ندباً في القلوب.

ولغياب المصارحة القلبية، تحدث الافتراضات الخاطئة التي تؤدي إلى سجن المشاعر والأحاسيس العاطفية.

كلمات جميلة أودعتها في ذاكرتي، أسترجعها مرارًا وتكرارًا كلما ضاق بي الحال، وكأنها معزوفة أستمع إليها لاستعادة المواقف الجميلة التي تشعرني بالسعادة وأعيش معها نشوة الحب.

فالنغمات الصادرة من هذه الكلمات لها سحرها الخاص كونها صادرة من القلب. فعلاقتنا لا تخلو من السحب الماطرة والنسمات الباردة والصفاء النفسي، وهي لحظات تغيب عن مخيلتنا، عند أول اصطدام وتغير في العلاقة، نظرتنا تنصب على السيئ وإن قل، وتترك الحسن وإن كثر.

جلّ ما نتطلع إليه هو كيف تغير الطرف المقابل؟ وأن هذا التغير ضدنا وإن كان من غير قصد. توهماتنا تنسج قصصًا لا واقعية لها توقعنا في الكثير من المشكلات، منها الفراغ العاطفي الذي يختبئ في زوايا الأيام. ومع مر الزمن والغفلة وتزاحمات الحياة، ننسى احتياجات الآخر، خاصة في العلاقات الزوجية، مما يعني أن هذه العلاقة تظلها سحابة الشعور بالنقص والافتقاد، ويظل كلا الطرفين يبحث عن قطرة ماء في صحراء قاحلة تروي عطشه العاطفي.

فهي من أكثر العلاقات الحساسة والتي تحتاج إلى مصارحة أولاً بأول بمعنى تغذية راجعة باستمرار، حتى لا تحدث التراكمات. إهمال غير مقصود أو غفلة من أحد الزوجين عن الآخر في بعض الأحيان لسبب ما ربما يكون سببًا في إعطاء كل منهما متنفسًا للآخر ليلتفت إلى خصوصياته، يعيش جانبًا من حياته الخاصة. فهناك مساحة حرة في أي علاقة، يجب الالتفات إليها حتى لا نشعر بقيود العلاقة، أيضًا هذه المساحة تغذي المشاعر التي تبرد وتفتر مع مرور الوقت، وحتى يتجدد الحنين وتعود الألفة والدفء للعلاقة.

ابتعاد كلا الطرفين في أي علاقة لا يعد تغييرًا سلبيًا في علاقتهما وإنما إعادة تجديد والخروج من الملل.

نحاول تعويد أنفسنا على عدم التملك في أي علاقة زوجية، أخوية، صداقة، علاقة الأبناء بالآباء، أي علاقة.

علينا التخلص في علاقاتنا من الشعور بالتملك، فإن حدث التملك حدثت الغيرة المرضية التي تسبب الكثير من المشاكل، منها إذابة الشخصية حيث يصبح الطرف الآخر مدموجًا ومتماهيًا ويفقد الشعور بالذات.