بعين الله
بعين الله
أََبا البَذل والدُنيا سُؤالُ وسائِلُ
تَطاولتِ الأذهان والغَيبُ حَائِلُ
وَعَن وَعيِهِ التَّارِيخ لِلآن ما انجَلَى
غبارٌ أَثارَتهُ الكُروبُ الجَحَافِلُ
وَعَى ما جَرى التاريخ أَم لَيسَ يَرعَوِي
أَشُدَّت عَلَى مَا كَانَ مِنها الحَبَائِلُ
أَدارَت رَحَى الَأيام حَتَّى تَعَلَّقَت
بِثَوبٍ عَليها مِن نَداهُ الدَّلائِلُ
تَكَالَبَتِ الأَضغَان حَتَّى كَأَنَّهَا
عليُ تَخافُ العَدل مِنهُ القَبَائِلُ
كَذَا والرَّحَى مُذ أَمس لِليَوم لَم تَزَلْ
تَسيرُ عَلَى نَفسِ الطَّريقِ القَوافِلُ
فَدَعْ غَفلَةً السَّاعِين فِي الأرضِ وَالتَفِتْ
لِمَن دُونَهُم مَا حلَّ فِي اللهِ سائِلُ
كَأَنَّ جَلالَ اللهِ فِي الأرضِ قَد حَوَى
حُدُوجاً لَهَا فِي اللهِ شُدَّت مَحَامِلُ
تَسِيرُ بِقومٍ مَا عَلَى الأَرضِ مِثلَهُم
إِلى حَيثُ تَاهَت بِالجُموعِ المَجَاهِلُ
فَظَنُّوا بِهِ يِنْقَاد فَانقَادَ ظَنُّهُم
وَكَم رَجَّحَتْ وَزنَ الكَثيرِ القَلائِلْ
فَأَثْبَتَ رِجلاً حَيثُ لا ثَمَّ واَقِفٌ
فَشَدَّ فَشِيدَت لِلفَناءِِ المَحَافِلُ
بِقَلبٍ يُرِى بِالحَقَّ حَقاً وَغَايةً
وَعَينٍاً تُرِي مَا لَيسَ لِلَّهِ بِاطِلُ
تَجَلَّى بِهِ الرَّحمَنُ في كُلِّ شَأنِهِ
فَخَاضَ وَلَم يُشغِلْهُ فِي اللهِ ذَاهِل
كَأَنِّي رَأيتُ اللهَ أَوحَى لِعَبدِهِ
تَجَلَّى وَقَبلاً قَد جَلَتهُ الشَّمَائِلُ
فَأَفصَحَ عَن كُنهِ النُّبُواتِ صَدرُهُ
وبَأسِ عليٍ حينَ حُمَّ المُقاتِلُ
فَمَا أَنكَرَ البَاقُونَ عِرفَانَ سَيفِهِ
وَمَا جَحَدَ القَولَ الحُسَينِيِّ قَائِلُ
تَنَاهَى بِعَينِ الله حَتَّى ذَوَى بِهِ
فَمَا حَالَ بَينَ العَرشِ والفَرشِ حَائِلُ
فَلَولا اخْتِلاطُ الرُّوحِ بِاللَّحمِ وَالدِّمَا
لَمَا صَحَّ أَن نَنْسَاق «قَد كَانَ قَاتِلُ»