عاشوراء الحسين (ع) متنفس رباني وجودي
إن عاشوراء الحسين هي متنفس رباني ووجودي خالص للبشرية التي تمد هذا الكون بصيرورة وأكسجين الحياة، وتحافظ على ديمومتها الأبدية في عالم من الطهر والقداسة والعزة والكرامة والشيم والأصالة والبطولة والشهادة والفداء والتضحية، حققتها انتفاضة الحسين وأصحابه في ملحمة عاشوراء الإباء التي وضعت حدًا فاصلًا بين الحق والباطل، وأنشأت جسرًا تحولت فيه الدماء الطاهرة إلى قرابين فجرت خلالها، ودمرت كل براثن الغواية والضلال، وأزهقت رموز الفتنة والانحلال، وها هي آثارها باقية في قلوب عاشقيها ومحبيها، ومن يسير على دربها، وينتهج نهجها، وتلقى صدى عالميًّا واسعًا في إحياء ذكراها وإبراز مآثرها لتكون منارة يهتدي ويقتدي بها كل باحث عن المدد الإلهي والهدي النبوي والسمو الأخلاقي. من هنا لا بد أن نضع الحروف على النقاط، ونترجم ما نعتقده من هذه السيرة العطرة في حياتنا الأسرية والاجتماعية والسلوكية، ونضرب أمثلة حية وواقعية في كيفية فن التعامل وحسن الأداء في معالجة قضايانا ومشاكلنا التي تستفحل يومًا بعد يوم، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يواجه شبابنا وشاباتنا من أزمات وتفكك اجتماعي وأسري، حيث ازدياد نسبة حالات الطلاق والفراق بين الطرفين، وإقبال بعض الشباب على تناول المخدرات التي هي آفة الشعوب المدمرة... إلخ.
وفيما نواجه من تحديات مرحلية ومستقبلية حيث هناك متغيرات واسعة تشهدها ساحتنا بين آن وآخر، وتطرأ على حياتنا دون استئذان لم نألفها من قبل، أصبحت واقعًا ملموسًا لا نقول كيف نتجنبها، ولكن نقول ما هي الكيفية في فن التعامل معها وحلها وتجنب سلبياتها وآثارها الجانبية، لنأخذ من ذكرى عاشوراء الحسين العظة والعبرة والدروس المستفادة التي تعلمنا كيف نحمي أنفسنا من عجائب الدهر وغرائبه ما أمكن إلى ذلك سبيلًا. فسلام على الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.