عام جديد ومسؤوليات جديدة
يحلّ علينا عام جديد، وتمر الأيام والسنين، والبعض لم يتغير، أو يُحدث تغييرا في حياته، سواء على الصعيد الشخصي أو العائلي أو المالي، وكأن هذه الأيام التي تمر مجرد أرقام لا تقدم ولا تؤخر.. بينما الإنسان مطلوب منه أن يسعى في تطوير نفسه والعمل على قضاء وقته فيما يفيد نفسه والآخرين والمجتمع، لا أن يتحول الفرد في المجتمع إلى عالة على الآخرين، من خلال الكسل وعدم الاكتراث بالوقت وأهميته. هذه الأيام والسنين تعتبر لحظات مهمة في حياتنا ونحن محاسبين عليها من رب العالمين. فالحديث الذي دائما يُذكرّنا به الرسول ﷺ «لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ».. عام هجري رحل وقدم إلينا عام جديد، ماذا علينا أن نفعل ونعمل، هل نترك الأمر للمجهول وللعفوية بدون تخطيط ودراسة للعام المقبل، بدون الاستفادة من العام الجديد واستقباله برؤية واضحة. بعض الخطوات المقترحة من أجل تحقيق الهدف المنشود:
المراجعة والتخطيط: هذا الوقت مناسب للمراجعة والتفكير فيما حققناه خلال العام الماضي وما نتطلع لتحقيقه في العام الجديد برسم أهدافا واقعية ونخطط للوصول إليها.
التواصل الأسري وتقوية الروابط الاجتماعية: استغلال هذه المناسبة لتوثيق أواصر الأسرة والتواصل مع الأقارب والأصدقاء وتقوية العلاقات الاجتماعية.
المساهمة في العمل الخيري والتطوعي: تخصيص بعض الوقت والجهد للعمل الخيري والتطوع لخدمة المجتمع.
التغذية الذاتية: مثلما لجسدك عليك حق لتغذيته، كذلك عقلك له الحق في تغذيته عبر القراءة والتعليم المستمر الذاتي.
أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية، فهناك العديد من المجالات التي نستطيع أن نركز عليها في السنوات القادمة مثل: التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة عبر تطوير مشاريع صديقة للبيئة وتعزيز الممارسات المستدامة. والتطور التكنولوجي والتحول الرقمي، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المختلفة.
التعليم والتنمية البشرية: تحسين جودة التعليم وتطوير برامج التدريب والتأهيل المهني.
الاقتصاد والتنمية: تنويع مصادر الدخل وتشجيع الاستثمارات الواعدة في مختلف القطاعات. هذه بعض الأفكار والمجالات التي نستطيع التركيز عليها لبناء مستقبل أفضل في العام الهجري الجديد وما بعده.
أما على صعيد المجتمع، فيمكننا من خلال الخطوات السابقة التي تم الإشارة إليها تشجيع المشاركة المجتمعية في المشاريع التنموية المستقبلية، والاستفادة من العام الجديد عبر الخطوات التالية:
التوعية والتثقيف المجتمعي: تنظيم حملات توعوية لنشر الوعي حول أهمية المشاركة المجتمعية والمشاريع التنموية. واستخدام وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء على النماذج الناجحة للمشاركة، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل وندوات للمناقشة والحوار المجتمعي حول المشاريع المقترحة.
إشراك المجتمع في التخطيط والتنفيذ: عبر إتاحة الفرصة للمواطنين للمساهمة في تحديد الاحتياجات المجتمعية وأولوياتها، وتشكيل لجان مجتمعية لمتابعة التخطيط والتنفيذ والتقييم للمشاريع مع تخصيص نسبة من ميزانية المشاريع لتمويل المبادرات المجتمعية.
بناء الشراكات والتعاون: إنشاء منصات للتواصل والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات المجتمعية، وتشجيع المشاركة التطوعية من قبل الأفراد والمؤسسات في تنفيذ المشاريع، وتقديم الحوافز والتسهيلات للجهات المشاركة في المشاريع التنموية.
تعزيز الثقة والشفافية: ضمان الشفافية في عمليات اتخاذ القرار والإفصاح عن المعلومات، وذلك عبر إيجاد آليات للمساءلة والرقابة المجتمعية، والتركيز على المشاريع ذات الأثر الإيجابي المباشر على المواطنين.
إن إشراك المجتمع بفعالية في المشاريع التنموية سيسهم في زيادة الحس المجتمعي والانتماء، وتعزيز استدامة هذه المشاريع وتحقيق أهدافها بشكل أفضل. وهذا أمر مهم لبناء مجتمع متماسك ومشارك في عملية التنمية.