آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:29 ص

الغدير.. حبر علي (ع)

أحمد رضا الزيلعي

الغدير.. حبر علي

في ذكرى عيد الغدير 1445 هـ

وهل خلق الإله غدير بعثٍ
سواك أبا الحسين وصنو طاها

سقى من نبعه عين البوادي
فحالتْ تربها لحناً تباها

عليٌّ كلُّ حرفٍ فيك كونٌ
يراقب ربه طوعاً تناها

بعثت بكل كفرٍ سيف حقٍ
يعرِّي زيف غنجٍ قد تماهى

فحرَّرتَ الخلايا من سجونٍ
كرياتٌ تقارع عن حِماها

ففي كل النسائج أبيضاً قد
نمى بسم الوصي دحى عداها

نقياً منك ألواحٌ.. نسورٌ
تحلق فوق عرشٍ ما حواها

تطارد نور عقلٍ يانعٍ كي
تُنزِّل طيرها توحي خطاها

فلا جيفٌ تنال بلحظ طيرٍ
عديم بصيرة أقصتْ يداها

فمن لم يستسغْ لحناً مُشَهَّى
عمىً قد ضمهُ.. سمقتْ رؤاها

ولمْ قومٌ جفتك وأنت معنىً
سقى الكفار حرفاً لا يضاها

فآمن عقلها بك دون قلبٍ
ولكن الجوى فيك اعتلاها

فما عذر الموالي أحمداً لَم
يميل فؤاده عشقاً لطاها

فأنت محمدٌ في وسع كونٍ
أمال نجومه ترضى إلاها

فنفسك نفسه تحمي عريناً
بدعم كواسرٍ صافٍ نداها

أساً لغديركم إذ كان حبراً
جفتْه صحاف قومٍ يا أباها

وما ضرَّ الأبوَّةَ يا حناني
عقوق ابنٍ يريد رضا عداها

”لألقيت“ العمى فوق العمى يا
عطوفاً بالوفا صبراً سقاها

فكنت ترى مكائد عنكبوتٍ
وَهَى نسجٌ لها سافٍ بناها

فَصُلْتَ على النكوث على قسوطٍ
وأرديت المروق أبا ضحاها

وما نضب الغدير وإن أسالتْ
كفوف الجحد سراً من دماها

سيبقى حيدرٌ في سمع عصرٍ
حنى الذرات طوعاً من علاها

ولو شئت العطاء لكان سَبقٌ
نعيش عجيبه يُحي ثراها

ولكن الصدور تقهقرت في
جمال عجوزةٍ.. زيفاً ضِواها

أبا الحسنين يهنك فوز دربٍ
سقيت عيونه لوحاً.. شفاها