مملكتنا في عيون العالم
من خلال نظرة مختصرة وعامة على تاريخ وأحداث الدولة السعودية الثالثة وتأسيسها على يد موحدها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله، وفي اليوم الخامس من شهر شوال عام 1319 هـ الموافق الخامس عشر من شهر يناير «1902 م»، تمكن المؤسس مع جمع من رجاله الأوفياء استرداد الرياض، ومن ثم الرجوع بأسرته وذويه من دولة الكويت لأرض الوطن، والبدء بصفحة ناصعة ومشرقة من صفحات تاريخنا المعاصر ويعد هذا الحدث نقطة انطلاقة كبيرة من تاريخ البلاد لما أفضى إليه ذلك الأمر العظيم من قيام دولة سعودية عصرية استطاعت توحيد أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق قفزات حضارية مختلفة في مجالات متنوعة لا حصر لها.
وتعد بلادنا المصونة المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط، وتحظى بسيرة مليئة بالإنجازات على جميع الأصعدة بمختلف صنوفها المتعددة؛ فقد برزت في البلاد تطورات عظيمة جدا في السنوات المنصرمة؛ فقد تحققت مكتسبات حديثة وجديدة كانت منذ زمن ليس بالبعيد بمثابة حلم يراود السواد الأعظم من مواطنين ومقيمين، حتى باتت تلك الأحلام حقيقة جلية وواضحة للعيان.
وهي على مرأى ومسمع القاصي والداني، وفي مجالات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر: المجال التعليمي، الاقتصادي، التنموي، الثقافي وكذلك الأدبي.
وقد تم عمل وإجراء خطوات هائلة وحقيقية تجاه تحقيق الرؤية الفتية الطموحة بالمملكة، والتي تسعى إلى تغيير يكون أكثر شمولية؛ لينعم المواطن السعودي برخاء مستديم ورفاهية وسعة من العيش الكريم.
إن الله سبحانه وتعالى وله الفضل والمنة بما أنعم على بلادنا الحصينة بمقومات قل نظيرها إذا ما أردنا المقارنة بمن حولها من الدول دينيا، جغرافيا، اجتماعيا، حضاريا واقتصاديا، وهذه مجتمعة تجعلها مؤهلة للحصول على مكانة عالية ومرتبة رفيعة بين دول العالم بأسره؛ وكيف لا والمملكة حباها الله وعظمها بمكة المكرمة التي شرفها الله بالبيت العتيق قبلة المسلمين كافة، وأطهر بقاع الأرض قاطبة، ومهبط الوحي ناهيك عن أفضل وأشرف الخلق محمد بن عبدالله ﷺ الرسول الأمين وخاتم النبيين وحرمه المقدس بيثرب الطيبة مزارا عالميا كونيا يقصده المسلمون من جميع أصقاع الأرض قاطبة.
وأولت الحكومة أيدها الله اهتماما عاليا بالحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، ووضعت جميع الإمكانات لتطويرهما في جميع النواحي كالتوسع والإعمار وتذليل كل الصعاب لقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزائرين بتلك الأعداد المليونية من جميع بلدان العالم.
فاليوم بلادنا حققت مكانة مرموقة على الساحة الدولية، بل غدت دولة ذات ثقل في القرار العالمي وعنصرا مؤثرا في العديد من المنظمات على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك حضورها اللافت للأنظار فيما يخص الاقتصاد بجميع مستوياته محليا وعربيا وعالميا.
كما أنها واحدة من أعضاء مجموعة العشرين، وما استضافتها لهذه المنظمة عام 2020 م إلا دليل على مكانتها وتأثيرها في الميدان الأممي.
إذا وبعد كل ما ذكر لا نستطيع من خلال ما خط من أقلام المؤرخين بأية حال من الأحوال أن نتغافل مكانة المملكة العربية السعودية الرفيعة باعتبارها وبكل عزة وفخر مهدا للحضارة الإسلامية وحافظة الإرث المقدس،
كما تعتبر بلادنا من البلدان التي برهنت بأنها دولة تجمع بين ثلاثة اتجاهات مهمة للغاية - أولها: عبق التاريخ العريق الغني بالمآثر الثمينة
وثانيها: تطور الحاضر الخلاب بكل تفاصيله العصرية وما يتخللها من إبداع راق ومتقن وثالثها: تطلعات شامخة لمستقبل أبنائنا بشكل باهر يزهو ويتباهى بقدرات أطلق لها العنان لكي تعانق آفاق السماء بقيادة واعية حكيمة ورجال أوفياء صادقين.
وختاما نقول: ربما يتساءل البعض من القراء الأعزاء من غير الجنسية السعودية باعتباري سعوديا وكاتبا لهذا المقال أنه من البديهي الميل عاطفيا نحو بلاده، فهذا أمر فطري يجبل عليه كل إنسان بطبيعة الحال، ولكن عودا على بدء، فإن حقائق الأمور والتجرد من العاطفة كلاهما ينافي وجهة النظر هذه باعتبار أن صيانة وحماية البلدان مسؤولية الجميع وواجب شرعي وأخلاقي على كل رعايا الوطن كل من موقعه ومكانته ومنزلته وبما يتمتع ويمتلك من قدرات، ومن هذا المنطلق يأتي دور أصحاب العقول النيرة من كتاب ومتعلمين ومثقفين ومفكرين في تقوية وتمكين استقرار وطنهم، والمشاركة في دعمه ورفاهيته، وتقدمه والسمو به تجاه الأفضل بفكرهم النير وطرحهم الفكري السوي الذي يرسي ويقوي المخرجات الأجود وتجنب المجالات السلبية التي تضر ولا تخدم الوطن.
حمى الله وطننا بلد الحرمين الشريفين، وحفظ الله قيادتنا عزيزة مقتدرة، وعاش شعبنا في ظل حكومته أبيا، كريما، شامخا.