آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

الفتنة نائمة

جمال حسن المطوع

ما زالت هناك نفوس ينضح منها الحقد والبغض والكراهية ومحاولة فرض آرائهم الشاذة بالضجيج ورفع الصوت عندما لا نتفق معهم في آرائهم المجحفة بحق من يخالفهم الرأي والفكرة والهدف، تقوم نفوسهم المريضة ببث النزاعات والخصومات من أجل مصالحهم الخاصة التي جعلتهم أنانيين متوحشي الطباع والأخلاق، بل يجرون القرص إلى مبتغاهم وأهوائهم حتى ولو أدى ذلك إلى الفتن بين المجتمعات وهدم القيم والسلوكيات الأخلاقية الحميدة، فيسود الاضطراب والفوضى والخلخلة، فتنعدم الثقة، وتولد البلبلة ليستفيد منها أعداء الطرفين في تحقيق مآربهم ومصالحهم، حيث هي الغاية المشتركة التي يسعون لها، والتي تأتيهم على طبق من ذهب، بل يؤججون الخلافات وهذه غاية ما يطمحون إليه، بل يزيدون النار حطبا حتى لا تهدأ الأمور، فكلما هدأت جاء من يشعلها بين الطرفين المختلفين؛ لأنه يتبع أسلوباً شيطانياً خبيثاً لتسقط كل الاعتبارات، من ناحية هناك سماعون لهم، ويأخذون أقوالهم على محمل الجد والحقيقة المزيفة، فيتنابزون بالقول الفاحش والكلام البذيء.

ومن ناحية أخرى هناك العقلاء من القوم، مهمشين ولا دور لهم لأنهم ضاعوا في زحمة الأحداث، ولكن بصيصاً من الأمل ما زال موجودا عند الخيرين من الناس الذين كل همهم تبريد الأجواء وخلق مناخ من الثقة ما أمكن إلى ذلك سبيلا بالحكمة والموعظة الحسنة متخذين شعارا قرآنيا كريما:

﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: آية 125].

﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: آية 34].

صدق الله العلي العظيم

وكما أشار الرسول الكريم ﷺ عندما قال: الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.

وهكذا نجعل من هذه الفتن دروسا لنا جميعا في التغاضي ولم الشمل وقطع الطريق على أولئك الذين يريدون خلخلة المجتمع حسب مصالحهم الشخصية والفلك الذي يدورون فيه، فلنقطع دابر هؤلاء الشردمة، ء ونرد كيدهم في نحورهم وتبقى الحقيقة ساطعة يسلكها كل عاقل.