آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 9:30 ص

الشخص الذي يعيق تقدمكم

رائد بن محمد آل شهاب

سأروي لكم قصة من أروع القصص التي أقرها، في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم، فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها:

”لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة، ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك“.

في البداية، حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملكهم الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقًا أمام تقدمهم ونمو شركتهم؟؟!!

بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة التي وضع فيها التابوت، وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل التابوت، وكلما نظر شخص لما يوجد بداخل التابوت أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام، وكأن شيئًا ما قد لامس أعماق روحه...

لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن، وبجانبها لافتة صغيرة تقول: ”هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حدا لطموحاتك، ونموك في هذا العالم... وهو أنت“. حياتك لا تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو مكان عملك أو حالتك المادية. حياتك تتغير عندما تتغير أنت وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك. راقب شخصيتك وقدراتك ولا تخف من الصعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة.

كن رابحًا دائمًا وضع حدودك على هذا الأساس تصنع الفرق في حياتك، وذلك يكون بحسن التوكل على الله وليس التواكل والأخذ بالأسباب والإخلاص لله ثم الإخلاص في العمل لله والبعد عن اليأس والإحباط والعجز والتكاسل.

اليوم، أقف أمام شخصية فريدة من نوعها، ورقة رابحة في التوكل والاعتماد على الله تعالى إلى أبعد الحدود، لا يوجد بقاموسها كلمة يائس ومستحيل، تخطو بخطى ثابتة وقوية وبعيدة عن أضواء الشهرة. تعمل بإخلاص، ولا تنتظر كلمة ”شكرا“ من أحد، وهو من أحد أبرز المؤسسين لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية. ولا زال عضو نشط يحضر اجتماعات الجمعية العمومية حتى هذه اللحظة.

أتشرف، بإهداء النسخة الثانية من كتاب ”الاتجاه السياحي“ إلى الحاج مهدي بن حسن الناصر ”أبو عيسى“ صاحب الأيادي البيضاء، وأنقل تحيات الوالدين والعائلة الكريمة له.

الأستاذ. عيسى بن مهدي الناصر وهو أكبر الأولاد، وكذلك نجله الأستاذ نزيه بن مهدي الناصر، وتربطنا علاقة دراسية جميلة معه منذ زمن بعيد.

قابلت الأستاذ عيسى صدفةً بمكتبة شركة أرامكو عندما كنت أبحث عن مجموعة من الكتب، كان مسؤول في هذا القسم. وتمت خدمتي بشكل راق وجميل. عالم الكتب والثقافة أصنفها أنا ”الوصفة السحرية“ لتقدم أي أمة، فكلما زاد عدد المكتبات والأبحاث المكتوبة ورقيًا، وأصبح هناك شغف من رواد القراءة والمتخصصين، ومراجعة وتحديث مستمر. سوف نحلق بسرعة كبيرة جدًا نحو التطور والنمو الاستثنائي. نعم سرعة تتجاوز 240 كم في الساعة.

فكما علقت سابقًا في كتاب ”المواجهة الحاسمة بين الطبيعة والسرطان“، خلال رحلتي العلاجية بالولايات المتحدة، لاحظت الغرب لا زال يقرأ الكتب في مواضع كثيرة، وفي حالتي كانت برحلة بالقطار، يقرأ عن سبب وكيفية التوسع وتكوين الإمبراطورية الإسلامية، وهم يملكون عناصر عديدة من القوة الحديثة.

نسأل الله العلي القدير التوفيق والخير إلى هذه العائلة الكريمة.