آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 12:16 ص

الكاتب محمد الحميدي... وحوار حول الرواية «2»

بدرية حمدان

المحلية لا تعني الإغراق في التفاصيل

كثير من الكتاب والروائيين الكبار انطلقوا من بيئتهم المحلية أمثال تولستوي في الحرب والسلم ودويستوفيسكي في الليالي البيضاء وماركيز في الحب في زمن الكوليرا ونجيب محفوظ في أولاد حارتنا فهؤلاء وغيرهم انطلاقتهم الكتابية جاءت من مقاربتهم لبيئتهم وليس من خارجها، فأبدعوا، ونالوا شهرة عالمية، بل وحصل بعضهم على جائزة نوبل.

وإزاء ذلك أوضح الكاتب الحميدي أن هناك إغراء يجب على الروائي مقاومته، وأن يكتفي بما يخدم فكرته فقط، صحيح أن الرواية نوع فني يتسع لذكر التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، لكن الصحيح كذلك أن التفاصيل إذا كثرت سببت الملل للقارئ، فلا أعتقد بوجود روائي يريد إغضاب قارئه عبر إصابته بالملل، فالمحلية لا تعني الإغراق في التفاصيل الدقيقة وترك انسيابية السرد.

تصنيف الروائي المحلي..

وقال: الرواية في المملكة خطت خطوات كبيرة فنيًّا، واستطاعت خلال السنوات العشرين الماضية الحصول على اعتراف عربي بجودتها وإتقانها، وليس أدل على ذلك من منافسة الكتاب السعوديين على الجوائز الكبرى كجائزة البوكر أو جائزة الشيخ زايد أو جائزة نجيب محفوظ.

وأشار إلى وجود نهضة أدبية وفنية كبيرة على مستوى الكتابة الروائية في المملكة، ونحن في القطيف لا بد أن نتأثر بما يجري داخل الساحة الثقافية الوطنية، ففي النهاية نحن من مكوناتها، لكن الملاحظ هو تفاوت تأثير هذه النهضة الفنية.

الرواية بين غلبة الشعر وضعف الإقبال على القراءة...

أرجع ذلك إلى أمرين أساسيين، الأول يتمثل في غلبة الشعر والشعرية على الكتابة في القطيف، والثاني في ضعف الإقبال على قراءة النتاجين الوطني والعالمي.

وتابع فيما يخص الأمر الأول من شياع وغلبة الشعرية فهو ظاهر للعيان ولا يحتاج إلى تدليل، فالأمسيات الشعرية والجوائز التي تنهال على الشعراء تكفي لإدراك ذلك، لكن ما لا يمكن إدراكه بسهولة هو نوعية الكتابة الروائية المتأثرة بالشعر، حيث كثير إن لم أقل معظم الروائيين ينطلقون في كتابتهم من أسلوب الشعر، فيهتمون بالبلاغيات، وبناء الصور الجميلة، وتقديمها موشاة بألفاظ حديثة وغريبة ومدهشة، متناسين «لئلا أقول مهملين» الفكرة الأساس التي تقوم عليها الرواية، وهي ما ينبغي بناؤه وتشييده.

وأشار إلى ما يخص الأمر الثاني من ضعف الإقبال على قراءة النتاجين المحلي والعالمي؛ فيمكن إرجاعه إلى ضعف الإقبال على القراءة بشكل عام، فالروائي محتاج أكثر من غيره للقراءة المكثفة وفي مختلف الفنون والعلوم، وليس فقط على مستوى الرواية فقط؛ لأنه أثناء الكتابة يستثمر جميع قراءاته ويوظفها لخدمة نصه السردي، فإذا قرأ للكتاب المحليين استطاع معرفة أساليبهم وأفكارهم وكيفية تناولهم وبنائهم للموضوع وتصويرهم للحدث، وكذلك الأمر مع الكتاب العالميين.

الداء الخطير والقاتل...

وشدد على أهمية القراءة بالنسبة للروائي، فإن توقف عنها لم يتمكن من الكتابة، وإن قلل منها جاءت كتابته ضعيفة وقليلة الخيال، وهنا سيتضاءل تأثيرها على القارئ؛ لهذا على الروائي أن يجعل القراءة عادة يومية بالنسبة إليه.

يتبع،،،