لا تكن ضعيفا
قال لي: لقد جربت الكثير من الحميات بهدف التخلص من الوزن الزائد، أفقد بعض الوزن، ولكن لا يلبث أن يعود وزني لسابق عهده.
سألته: وما السبب؟!
قال لي: أعرف السبب ولكن لا أستطيع التخلص منه... السبب أقوى مني...
سألته: هل يمكنك أن تتحدث بصورة أكثر وضوحاً...
قال: سأكون صريحاً معك... لعلك تجد لي حلا...
قلت: هيا تفضل...
قال: مشكلتي هي في إرادتي الضعيفة... بالخصوص أمام الحلويات التي أجدها أمامي في كل زاوية في حياتي، في المنزل، في العمل، في الديوانية... الحلويات تلاحقني في كل مكان...
إليك هذا المواقف:
ذات يوم ذهبت لإحدى الديوانيات وجدت أمامي ما لذ وطاب من الحلويات.. نظرت لتلك الأطباق ونفسي تراودني.. كأني أسمعها وهي تقول لا تأكل.. إياك أن تقع في الفخ..
تراجعت واشتغلت بتصفح مواقع التواصل إنستغرام.. سناب شات.. وما لبثت حتى سمعت صوت أحد الأصدقاء، وهو ينادي باسمي جعفر.. ألا تسمعني.. جعفر.. ما بك..
نظرت إليه وقلت: ماذا.. هل كنت تناديني؟!
قال: دع عنك الجوال وشاركنا...
قلت له: أشارككم في ماذا؟!
قال: ألا ترى... الحلويات أمامك... هل نسيت المناسبة؟!
قلت أي مناسبة؟!
قال لقد حصل أبو فاضل على ترقية جديدة في عمله.. وها هي المأكولات الحلوة تناديك...
قلت له: لكن أنا بدأت حمية غذائية...
ضحك وضحك جميع من في الديوانية وقال: بلا هوس... وزنك حلو... لا تصدق وتحرم نفسك... وزنك حلو... شاركنا... لا يزعل عليك أبو فاضل...
نظرت إلى أبي فاضل..
ابتسمت وقلت: أهم شيء أبو فاضل... لا يزعل علينا... والحمية يمكن نأجلها ليوم غد...
خرجت من الديوانية، وأنا ألوم نفسي... لقد ضاع جهدي... كنت متبع الحمية منذ أسبوع... والآن عدت للمربع الأول....
وموقف آخر
ذات يوم عدت للبيت وإذا بي أجد كيك... قالت زوجتي: كنا ننتظرك لنبدأ حفلة تخرج فارس من الروضة.. هيا لنقطع الكيك...
قلت: سأشارككم تقطيع الكيك ولكني لن آكل شيئا...
قالت زوجتي: هل أنت صائم؟!
أجبتها لا ولكني قررت مقاطعة السكريات.
قالت زوجتي وهل المقاطعة تبدأ اليوم... دعها ليوم غد.. اليوم هو حفلة فارس... دع الحمية لوقت آخر... لا يزعل فارس الجميل...
وبدأت حفلة فارس الجميل...
أحضرت لي زوجتي قطعة كيك...
حاولت التخلص من الكريمة...
نظرت لي زوجتي وقالت: ماذا تفعل...
قلت أخفف السعرات...
ضحكت وقالت: قطعة صغيرة من الكيك لن تؤثر على حميتك... اليوم فقط... اجعله اليوم المفتوح... ليفرح فارس وهو يراك تشاركه الحفلة...
نعم لقد ضحكنا في الحفلة، ولكن بعد ساعات... صرت ألوم نفسي.. كم أنا ضعيف..
وموقف ثالث
اشتركت في صالة رياضية وكنت متحمسا وما هي إلا أسابيع، حتى توقفت تماما عن الذهاب للصالة!!
سألته: وما السبب؟
قال: قلت لأحد الأصدقاء أني مشترك في صالة رياضية...
وإذا به يضحك... يضحك وقال: أنت مشترك في صالة رياضية... كم عمرك حتى تشترك في صالة رياضية... عش حياتك بعيداً عن هذه التعقيدات...
حتى جاء يوم الصدمة الكبرى.. ذهبت للخياط... أريد أن أعمل ثوباً جديداً... كنت أشعر أن ملابسي أصبحت ضيقة..
أخذ الخياط المقاسات وإذا به يقول: «بابا جعفر صار مقاس أنت واجد كبير»
قلت له: كم أصبح المقاس؟!
قال الخياط: «هذا مقاس لارج»
كانت صدمة... سامح الله من كان السبب..
الآن قل لي ماذا أفعل.. أريد العودة للمقاس المتوسط...
قلت له: أنت أمام تيار عنيف من الانتقادات والاستهزاء والدعوات الاجتماعية... يجب عليك أن تكون قويا وأن لا تقبل تلك الدعوات وإلا ستجد نفسك بعد فترة على السرير الأبيض...
قال: وهذا ما حدث بالفعل لقد أجريت بعض الفحوصات، وأخبرني الطبيب بأني على أعتاب الإصابة بالسكري...
قلت: إذاً ماذا تنتظر؟!
لا تكن ضعيفاً أمام تلك الإغراءات... قاومها...
ابدأ اليوم بكل حزم... لا تجامل على حساب صحتك... ابتعد عن تلك الأجواء بدبلوماسية.. كن ذكيا في قول لا.. وبما أنك أصبحت على أعتاب السكري يجب على زوجتك أن تتفهم وضعك الصحي، وأن تكون خير سند في صنع بيئة صحية في منزلك..
في هذه الأثناء رن هاتفه
نظر إلي وقال عذرا هذا رقم صديقي أبو علي لا بد أن أرد عليه...
بدأ يتحدث
"الليلة حفلة خطوبة محمد..
أكيد سأحضر... هذا واجبنا..."
نظرت إليه وقلت عليك أن تكون حازما في تطبيق الحمية..
ابتسم وقال:
سأكون كذلك بعد حفلة خطوبة محمد...