كن عالما متجدداً
أين نجد أنفسنا أمام هذه الطفرة العلمية المتمثلة في الذكاء الاصطناعي؟
ما هو مستوى العلم في شخصيتك؟!
لا يزال البعض يعيش حالة من التأخر العلمي، ليس لديه أي اهتمام علمي، وهذه نقطة سلبية ينبغي إزالتها واستبدالها بالنهضة والتوجه العلمي.
ونحن نعيش في ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر الذي اشتهر بلقب باقر العلم والذي يعني التفوق العلمي على جميع الأصعدة كما ورد في رواية عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ أنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ سُمِّيَ الْبَاقِرُ بَاقِراً؟ قَالَ: لِأَنَّهُ بَقَرَ الْعِلْم بقْراً، أَيْ شَقَّهُ شَقّاً وَأَظْهَرَهُ إِظْهَاراً [1] .
وقد ورد في سيرة الإمام الباقر العديد من التوجيهات لبناء شخصية علمية نذكر منها:
ليس طلب العلم عملية عادية بل هي عملية ترتقي بصاحبها في مدارج الكمال الروحي، فمن يعيش حياته في طلب العلم فإنه يرتقي درجات في الإيمان حيث يقول ربنا: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: آية 11] وورد عن الإمام الباقر : ما من عبد يغدو في طلب العلم أو يروح إلا خاض الرحمة [2] .
وفي كلمة أخرى يقول الإمام الباقر : إن جميع دواب الأرض لتصلي على طالب العلم حتى الحيتان في البحر [3] .
ينبغي أن نخرج من دراسة العلم من دائرة التلقين السطحي إلى دائرة التفكير العميق، يجب أن يفهم الطالب أبعاد القضايا العلمية ويفهمها فهما عميقا وذلك من خلال المناقشات العلمية والتفكير الجمعي لأنها تفتح له آفاقاً واسعة في ميادين المعرفة والعلم. قال الإمام الباقر : ”تذاكر العلم دراسة، والدراسة صلاة حسنة“ [4] .
إن عملية تذاكر العلم هي عملية حيوية تسهم في بناء عقلية منتجة.
هناك عدة دعوات من أهل البيت تحث على نشر العلم والخروج من الحالة الفردية إلى الحالة الجماعية، يقول الإمام الباقر : زكاة العلم أن تعلمه عباد الله [5] .
وفي كلمة أخرى يقول : من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا" [6] .
إن عملية نشر العلم تؤثر إيجابياً على عقلية الناشر، فهو يزداد معرفة، كما أنه يخرج من حالة البخل والشح المعرفي، إلى حالة العطاء العلمي، كما أن عملية نشر العلم تسهم في بناء المجتمع علمياً تنشط فيه الحركة العلمية والفكرية.
ونحن نعيش إجازة صيفية ينبغي أن لا ندع هذه الأيام تمضي دون اكتساب معرفة في مجال ما، وهنا عدة مقترحات:
ربما تكون على أعتاب المرحلة الجامعية وهنا ينبغي عليك أن تقرأ عن هذه المرحلة، وأن تنمي في ذاتك معرفة معينة عن التخصصات الجامعية، بل عليك أن تنمي في ذاتك مهارات الاتصال بالآخرين، ففي الجامعة مختلف الطبقات الاجتماعية وعليك أن تكون ماهراً في كيفية التواصل معهم.
وربما تكون في آخر المرحلة الجامعية وهنا عليك أن تكون واعياً للمرحلة القادمة، عليك أن تبحث عن الدورات التعليمية التي تؤهلك للحصول على الوظيفية المناسبة.
اصنعوا لأطفالكم برنامجاً تعليمياً، اختاروا لهم قصصاً نافعة تسهم في تنمية عقليتهم، شجعوهم على مهارات القراءة السريعة، شجعوهم أن يصادقوا الكتاب وليس الألعاب الإلكترونية.
خصصوا لأطفالكم وقتاً للقراءة. وتذكروا أن 20 دقيقة من القراءة اليومية بإمكانها أن تصنع عقلية علمية.
نحن نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، وما لم تحدث معلوماتك فإنك ستجد نفسك في مؤخرة الركب.
لا تتوقف عن التحديث ففي كل يوم هناك بحث جديد، وفي كل يوم هناك دراسة جديدة، وعليك أن تواكب هذا التحديث، عليك أن تكون شخصية علمية متجددة وليس جامدة.