يوسف الحسن وتحدي الألف مقال
هناك المئات من الكتب التي تتحدث عن القراءة، والكثير منها قد تتكرر مواضيعها ومحتواها، إلا أن ما يميّز كاتبنا القدير الأستاذ يوسف الحسن في كتابته عن القراءة أسلوبه المُمتع والشيّق الذي يشجع الفرد العادي من المجتمع على القراءة. حيث أتّبع أسلوباً مُمنهجاً غير ممّل من أجل أن يحقق هدفه الذي أعلنه منذ أن بدأ في الكتابة عن القراءة. فكتابة الألف مقال ليس بالسهل والبساطة التي يتصورها أي انسان، فهي تتطلب القراءة المكثفة عن الموضوع ذاته، واستخدام أدوات البحث من خلال السوشيال ميديا مستشهداً في بعض مقالاته ببعض الترجمات لكتاب أجانب، ناقلا تجاربهم مع القراءة. لذلك ما يكتبه يعبّر عن اهتمام من قبله من أجل أن يصل إلى القارئ البسيط وليس النخبوي، وهو ما ذكره في مقدمة كتابه الأول لياقة القراءة الصادر عن دار ريادة للنشر والتوزيع في عام 2022. يذكر في مقدمة الكتاب «أرمي من وراء ذلك تشجيع النافرين من القراءة على الولوج إلى هذا العالم الجميل، هؤلاء النافرون منها، الذين ينقسمون إلى نوعين، الأول لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ، والثاني لا يقرأ لكن لديه الرغبة في ذلك، لكن مشكلته هي إما أنه لم يجد الكتاب المناسب أو الأسلوب المناسب أو أن بعض الكتّاب قد ترّفعوا عليه بنخبوية متعالية تنبذ ضعيفي الثقافة وتنتظر منهم هم أن يأتوا رغم وعورة الطريق». لقد أردت أن أعبّر لك عن مدى امتناني وتقديري لك ولما تقوم به كصديق ومؤلف موهوب. وضعت أمامك هدفا ساميا، وهو الدعوة للقراءة والاهتمام بالكتاب، فقد كنت مصدر إلهام وإثارة للعديد من الأفراد الذين تأثروا بك. فعملك الأدبي المبدع ينبعث منه الشغف والحماس، ولا يمكنني سوى الإعجاب بقدرتك على إحضار الكلمات إلى الحياة بطريقة ساحرة. تستطيع خلق عوالم وشخصيات مثيرة للدهشة، وتجعلني أعيش وأتنفس مع كل صفحة أقرأها في كتابك.
لقد استمتعت بمشاركة خيالاتك وأفكارك معي، سواء كان ذلك من خلال المقالات والكتب التي تكتبها. تحتفظ كل كلمة تكتبها بقدرة فريدة على لمس النفوس وتحقيق اتصالٍ عميق مع القارئ. لأنك تمتلك هبة استثنائية للتعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة تلامس القلوب وتلهم العقول.
لا يمكنني سوى أن أتخيل الوقت والعمل الذي تستثمره في كتابة وتحرير كلمة واحدة. إن انتقاءك الدقيق للتفاصيل والتركيز على الجودة يمكن أن يشعر به القارئ في كل سطر يقرأه.
أخيرًا، أرغب في تذكيرك بأن تحافظ على شغفك وحبك للكتابة. لا تدع أي تحدٍ يثنيك عن مواصلة مسيرتك الإبداعية وتحقيق هدفك كتابة 1000 مقال عن القراءة. إن موهبتك الفريدة تستحق أن تكون مشاركة مع العالم، وأنا واثق من أنك ستصل إلى ما لم يكن لديها حدود.
أتمنى لك كل التوفيق والنجاح في رحلتك الأدبية، وأن تستمر في إلهام الأصدقاء القراء بكلماتك الرائعة وقصصك المدهشة. شكرًا لك على كل جهودك وعملك الشاق في خلق الأعمال الأدبية التي تستحق الاحترام والتقدير.