صور الدماغ تدحض نظرية الستينات عن مكان اللغة في الدماغ
29 ديسمبر 2017
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 113 لسنة 2024
Images of the brain refute a theory of the 60s on the domain of language
December 19,2017
الصورة استخدم فريق من الباحثين من المشروع الأوروبي MULTI-LATERAL التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة مناطق الدماغ في الوسط الحي «in vivo» ودحض نظرية حول إضفاء الطابع تخصيص أحد جانبي الدماغ أكثر من الآخر لأداء وظائف اللغة.
منطقة المستوى الصدغي «أو السطح الهلالي للعظم الجداري planum temporale» الممتد عبر كل من نصفي الدماغ حجمها أكبر في نصف الدماغ الأيسر من حجمها في النصف الأيمن. وقد تم ربط هذه النتيجة في الستينيات من القرن الماضي بإيواء معالجة اللغة [1] في النصف الأيس من الدماغ، ولكن اليوم يبين الباحثون الأوروبيون أن عدم التماثل هذا ليس علامة على تخصيص النصف الأيسر من الدماغ بأداء وظائف اللغة أكثر من النصف الأيمن لنا [2] .
في عام 1968، عندما لم تكن هناك تقنيات لمراقبة طريقة عمل الدماغ في الوسط الحي in vivo، اكتشف طبيب المخ والأعصاب نورمان جيسكويند Norman Geschwind في الأشخاص المتوفين أن حجم منطقة في الفص الصدغي، المستوى الصدغي planum temporale، كان أكبر في النصف الأيسر من الدماغ من حجمه في النصف الأيمن [3] . وكما هو الحال في معظم الناس، فإن معالجة اللغة تقع في نصف الأيسر من الدماغ، اقترح طبيب المخ والأعصاب أن عدم التماثل هو مؤشر على تخصيص هذا الجانب من الدماغ lateralization بهذه الوظيفة.
وبعد خمسين سنة تقريبًا، استخدم فريق من الباحثين من المشروع المتعدد التخصصات الأوروبي التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة مناطق الدماغ في الوسط الحي، ودحض تلك النظرية. عدم التماثل التشريحي [4] من حيث حجم المستوى الصدغي الذي يضم «يأوي» الوظائف السمعية ليست علامة على تخصيص نصف الدماغ الأيسر بوظائف اللغة.
في الدراسة [5] ، الذي نشر في مجلة Brain Structure & Function شارك 287 من الراشدين «20 سنة وأكبر» من الذين يستخدمون اليد اليمنى واليد اليسرى،. يقول ناتالي تزوريو مازوير Nathalie Tzourio-Mazoyer، رئيس مجموعة التصوير العصبي في معهد الأمراض العصبية التنكسية بجامعة بوردو الفرنسية: ”إنها الدراسة الأولى التي استخدمت عينة كبيرة من الأفراد وشملت مجموعة كاملة من التباين اللغوي [6] الذي يجرى في الدماغ“.
وعلى الرغم من أن نصف الدماغ الأيسر في معظم المشاركين كان متخصصاً في معالجة اللغة، إلا أنه وجد هذا مقلوباً في أقلية من المشاركين، حيث كان الجانب الأيمن هو المسؤول عن هذه المهام.
كان على المشاركين جميعًا أداء العديد من المهام حينما كان الباحثون يقومون بتحليل نشاط الدماغ: حيث كان المشاركون يوصفون إحدى الصور بجملة ويستمعون إلى عبارات وقوائم كلمات. لم يظهر أي منها أن هذه منطقة من النصف الأيسر من الدماغ كانت علامة على مهام متعلقة باللغة، ولكن كان هناك ارتباط محلي بين عدم التماثل التشريحي [4] وعدم التماثل الوظيفي أثناء المعالجة السمعية للكلام.
إن عدم تماثل حجم نصف الدماغ الأيسر الأكبر ليس علامة على تخصيص الجانب الأيسر من الدما لوظائف اللغة عند البشر
”وتثبت هذه الدراسة أن عدم التماثل التشريحي من حيث الحجم اتجاه اليسار في الدماغ ليس علامة على التخصيص الجانبي اتجاه اليسار لوظائف اللغة في البشر“، كما يخلص له الباحث.
معضلة اللغة
في عدد قليل من المشاركين الذين عالجوا اللغة بنصف الدماغ الأيمن، كانت النتائج هي نفسها، وليست مقلوبة كما هو متوقع، مما يعزز فرضية الباحثين.
”وتثبت نتائج الدراسة أن المستوى الصدغي لا يفسر التباين الفردي لنطاق اللغة [التكلم والاستماع والقراءة والكتابة [7] ] النادر ولكنه القوي الموجود في البشر، وبالتالي، لا يمكن اعتبارها علامة على عدم التماثل اللغوي على المستوى الفردي“، كما أكد الباحثون ذلك.
ويحاول المشروع الأوروبي المتعدد التخصصات والذي تهدف الدراسة فيه إلى تقديم إجابات عن هذه الأسئلة وغيرها من المسائل المتعلقة بتخصيص الجانب الأيسر من الدماغ للغة، وهي عملية تتطور حتى بلوغ الفرد سن 11 سنة.