الطريق إلى القمة بالعمل الخالص
شهدنا أياماً جميلة في ثمانينيات القرن الماضي، لا أستطيع نسيانها. أيام طويلة بالمرح والضحك، مليئة بالخير والعطاء والرخاء. سبقوني البعض بالكتابة عنه، وذكر سيرته الطيبة، ولكن ذاكرتنا قريبة منه ومحفوظة له بالوفاء والعرفان.
كنا أنا وأخي الأصغر سناً نمضي وقتاً جميلا باللعب مع أبناء خالتي، والنوم هناك في بعض الأوقات. فكنت أراه يشاهد التلفزيون بكثافة عالية خاصة الأنشطة الرياضية كالمصارعة وغيرها، ويتابع بدقة الأندية الكروية خاصة الأوروبية والإنجليزية، ويقوم بتحليل المباريات وأداء اللاعبين الدوليين. ويقوم بالمزح معي.
فهو شخصية مرحة ومريحة إلى أبعد الحدود، أبواب منزلة مفتوحة للجميع. وله نشاطات اجتماعية رائعة تتسع قلوب الكثيرين من الناس. حقيقة لم أعرف عنه الكثير، فقط أنه موظف مخلص ومتفان ومميز بعملة بشركة أرامكو السعودية.
التحق بشركة أرامكو، ودرس في مدارسها الفترة المسائية، حتى أصبح من أوائل المحاسبين السعوديين في الشركة ذاتها، وذلك يعود لعام 1950.
لاحقاً، علمت سبب ولعه وحبه لكرة القدم على وجه الخصوص والرياضة بشكل عام، فقد كان نائب رئيس نادي النسر سابقاً وشارك في إدارتها في عام 1963، المعروف بوقتنا الحالي «نادي الخليج»، فهو ناد غني عن التعريف بإنجازاته بمختلف الأنشطة الرياضية في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول.
يملك عائلة كريمة وكبيرة بالعدد، شفافة بالصدق ومحبة الناس.
فالحاج. السيد حسين فلاح الغانم «حفظه الله» هو زوج خالتي، وتربطنا علاقة تاريخية معه عن طريق جدي الحاج. عبدالله جاسم آل شهاب «رحمه الله» تمتد إلى أكثر من 75 سنة، فكما ذكر لي وبوجود خالتي العزيزة، أنه في بعض الأحيان يخرج من منزل والده وينام في بيت جدي.
وفي الجهة المقابلة، ترى صوراً معلقة بمنزله تعود إلى جدي الحاج. إبراهيم حبيب سلهام «رحمه الله»، والد والدتي - حفظها الله، فهو يكن لهم محبة واحتراماً شديداً.
قبل نحو شهر تلقيت اتصالا هاتفياً من زميل عمل سابق وأخ عزيز، أعتقد إذا قرأ هذا المقال سوف يعرف أنه المقصود، يسأل عن صحتي كعادته الطيبة، ومع الحديث أخبرني بأن الله وفقه بمنصب عال وشركة جيدة، نسأل الله التوفيق له.
فكل كائن حي بهذه الحياة القصيرة له طريق خاص به، وأدعو كل إنسان التركيز بطريقة ووقته الخاصة، بحيث يكون التركيز مرتبطاً بطاعة أوامر الله عز وجل أولا. فالطريق إلى القمة هو رؤية طريقك البعيد قبل القريب والتغلب على المصاعب.
اليوم، خرج الكتاب ”الطريق إلى القمة“ من بيتنا إلى بيتنا الآخر، وأهديته إلى أخي وولد خالتي العزيز ورفيق طفولتنا السيد إبراهيم بن السيد حسين الغانم، وهو الابن الأصغر سناً سواء من الذكور أو الإناث، وملازمة في المنزل.
المنزل الذي أتردد عليه بشكل مستمر وسيبقى في ذاكرتي مدى الحياة. نسأل الله العلي القدير أن يمن عليه بالصحة والعافية والعفو والمغفرة، والشكر الجزيل لكل من ساهم في ذكر سيرته بالخير.