آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:44 م

الرواديد.. والشعر الحديث «مدرسة الفن»

أحمد رضا الزيلعي

ورد في حديث الكساء الشريف ”لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء“ هذا ما قاله تبارك وتعالى عن الكون بما حوى من مجرات وأفلاك وسماوات وأرضيين لم يكتشف منها سوى الشيء اليسير. لأجل أن نخدم هذه الذوات الطاهرة علينا تقديم أميز ما نمتلكه لتقديم مائدتهم السماوية التي أنزلها المولى تبارك وتعالى لتغذي عقائدنا وفقهنا وأخلاقنا.. لتغذي قلوبنا وعباداتنا وأعمالنا وسلوكنا. مما وظف من بداية الدعوة الإسلامية هو الأدب والشعر بشكل خاص من شعراء الرسول ﷺ إلى شعراء الغيبة الكبرى عجل الله الفرج لصاحبها. للأدب والشعر مناهجه المتعددة المبنية على أسس علمية ولكل مدرسة هواة وأتباع. يذكر العلامة الفضلي رضوان الله عليه أن المدارس البلاغية هي:

- مدرسة اللفظ.
- مدرسة المعنى.
- مدرسة الفن.

ولكل مدرسة ظلالها على الشعر ولكن مدرسة الفن هي المدرسة الحديثة بحسب ما ذكر الشيخ رضوان الله عليه وهي تكتسح الكثير من الساحات ولها رواجها الواسع. عندما ننظر للمشهد الرثائي الإمامي المؤدى الحسيني بشكل خاص والولائي بشكل عام نجد أن الشعر المنبري فقط هو الذي يكتسح الساحة وهو ما يعتمد على البلاغة في اللفظ والمعنى المباشرة بينما اقتصرت المدرسة الفنية على المنصة والأمسيات والدواوين. قد أثر إيقاف عجلة التطور الأدبي عن ساحة الشعر الولائي المنبري/العزائي إلى انحسار جاذبيته لدى المتابعين للحركة الشعرية وهي شريحة من المختصين والمهتمين والنخب. ومما يجدر الإشارة إليه أن هناك مسابقات عقدت لشعراء متنافسين في روائع ما تخطه أقلامهم من شعر حديث وبعض تلك المسابقات تصدر دواوين لكل موسم ولكن السؤال هو لماذا لا نرى هذه القصائد في الساحة الإنشادية أو العزائية؟؟

نعم المنبر الحسيني ومجالس اللطم أو المساحات الجماهيرية عموماَ يليق بها الشعر المنبري ولكن الاستديو مساحة خصبة لاستقطاب شريحة مميزة من شعراء الشعر الحديث وغيرهم من الأدباء والمتذوقين لهذه المدرسة سواء من داخل المذهب أم من خارجه أو خارج الإسلام عموماً. فالشهر الولائي مرصود وما يزيده قوة في الساحة هو الشعراء الفحول الذين نظموه على أسسه الشعرية الرصينة.. شوقي مع قصائد الحلي نموذجاً وأبو قيس مع بدر الدريع. لذلك الحسين هو حق لجميع شرائح الفئات والأمم ومن واجبنا هو إيصال هذا الصوت الإلهي لكل بقاع الأرض بشتى الطرق والوسائل.

الخلاصة

علينا ننثر زهور الحسين في كل أرض خصبة تتذوق الجمال.. فالحسين هو الجمال الإلهي في أروع صوره.