كشفت دراسة جامعة إوساكا اليابانية أن الترقي في سلم الوضع السسيواقتصادي يبطء من سرعة الإصابة بالخرف
ويمد في عدد السنوات التي يعيشها الفرد بلا خرف
22 مايو 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 108 لسنة 2024
Climbing the social ladder slows dementia، Japanese study reveals
May 22,2024
توصلت دراسة جديدة إلى أن الترقي في السلم الاجتماعي قد يقي من الإصابة بالخرف. الخرف مصطلح جامع للحالات التي تتصف بفقدان الذاكرة [1] والقصور الإدراكي «الاختلال المعرفي» [2] ، وتنهك جهاز الرعاية الصحية وتفسد جودة حياة المرضى وأسرهم. الدراسات السابقة وجدت حتى الآن تلازمًا بين الوضع الاجتماعي الاقتصادي «سسيواقتصادي [3] » لأحد الوالدين والتي تشمل رصيده المالي، ومستواه التعليمي ومستوى دخله الشهري «أو السنوى» وحالته الوظيفية [جهة عمله أو عمله لحسابه، وما إلى ذلك] وبين قابليته [قابلية الشخص] للإصابة بالخرف، وبين التغيرات التي تطرأ على الوضع السسيواقتصادي طوال حياة الشخص، والمعروفة ب التغير في مستوى الوضع الاجتماعي [االترقي أو التدني في السلم الاجتماعي]، تبدو أنها لها دور في احتمال الاصابة بالخرف؛ ومع ذلك، لم توجد هناك أدلة علمية تثب هذا التلازم.
هذه الدراسة الجديدة، التي قادها باحثون من جامعة أوساكا اليابانية ونشرت في شبكة مجلة الجمعية الطبية الأمريكية المفتوحة [4] JAMA Network Open، وحدت أدلة مدعومة بالبيانات على أن الترقي في السلم الاجتماعي مقترن بتدني احتمال الإصابة بالخرف. على وجه التحديد، اقترن التدني في الوضع السسيواقتصادي بأعلى مستوى من مستويات الانخفاض في متوسط عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها الفرد في حياته عيشة صحية بعد سن ال 75 فصاعدًا. ومع ذلك، فقد اقترن الترقي في الوضع ال سسيواقتصادي بأطول فترة من متوسط عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها الفرد عيشةً صحية. ومن المثير للاهتمام أن نتائج الترقي في سلم الوضع السسيواقتصادي هي أكثر مواتية من نتائج المستوى المرتفع للوضع السسيواقتصادي الثابت منذ الطفولة.
يقول المؤلف الرئيس للدراسة ريوتو ساكانيوا Ryoto Sakaniwa: ”بفضل مجموعة البيانات الكبيرة والرصينة هذه، عملت النتائج التي توصلنا إليها على ترسيخ العلاقة بين التغير في مستوى الوضع السسيواقتصادي واحتمال الإصابة بالخرف.“ ”نتائجنا تفيد بأن الترقي في مستوى الوضع السسيواقتصادي طوال حياة الشخص مقترنة بفترة طويلة من الشيخوخة الخالية من الخرف يعني أن تحسين الوضع السسيواقتصادي يمكن أن يكون مهمًا للوقاية من الخرف وتحسن في متوسط عدد السنوات المتوقع أن يعيشها الفرد عيشة صحية خالية من الخرف.“
استخدم الباحثون بيانات من دراسة تقييم الشيخوخة في اليابان، والتي تابعت 9186 مشاركًا بسن 65 سنة وأكبر من عام 2010 إلى عام 2016. واستخدمت الدراسة التحليل العنقودي [5] غير الموجه unsupervised clustering analysis والتصنيف المبني على البيانات لتحليل التغيرات في الوضع السسيواقتصادي للمشاركين طوال حياتهم. تعرف التحليل على ستة أنماط انتقالية متميزة للوضع السسيواقتصادي. استخدم الباحثون السجل الوطني لخدمات دور رعاية المسنين طويلة الأمد لتحديد حالات الخرف، مما مكن من إجراء فحص تفصيلي للعلاقة بين هذه التغيرات في الوضع السسيواقتصادي واحتمال الإصابة بالخرف. ووجد التحليل أن التغيرات في الوضع السسيواقتصادي تلازمت مع تدني احتمال الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ مقارنة بأنماط الأوضاع السسيواقتصادية الثابتة. وعلى النقيض من ذلك، احتمالات تصاعد حالات التدني في الوضع السسيواقتصادي للإصابة بالخرف كانت ملحوظة.
استكشفت الدراسة أيضًا التأثيرات الوسيطة لسلوكيات نمط الحياة، والأمراض المصاحبة [6] والعوامل الاجتماعية في الاقتران بين التغيرات في مستويات الوضع السسيواقتصادي واحتمال الإصابة بالخرف. وقد وُجد أن هذه العوامل تلعب أدوارًا مهمة في التواسط في هذا الاحتمال، وخاصة الخصائص البدنية وسلوكيات نمط الحياة في حالات الترقي في سلم الوضع السسيوافتصادي والعوامل الاجتماعية في التدني في سلم الوضع السسيواقتصادي.
”يجب أن تتعمق الدراسات المستقبلية في الآليات التي يؤثر من خلالها الوضع السسيواقتصادي. في الصحة المعرفية [أي القدرة على التفكير والتعلم والتذكر بشكل واضح وجلي؛ وهذه الصحة مهمة في أداء الأنشطة اليومية] [7] ، بما في ذلك التدخلات الممكنة للحد من احتمال الإصابة بالخرف،“ كما قال الباحث الرئيس هيروياسو إيزو Hiroyasu Iso. يعد فهم الفروق الدقيقة في مدى تأثير الوضع السسيواقتصادي تغيراته صعودًا أو هبوطًا في احتمال الاصابة بالخرف أمرًا حيويًا لتطوير استراتيجيات مستهدفة لمعالجة العوامل السسيواقتصادية الأساسية طوال حياة الفرد. لذا، يبدو أن الترقي في السلم الاجتماعي قد يؤدي بالفعل إلى حياة أكثر صحة وخالية من الخرف.