آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 5:57 م

معدل البطالة 7,7% بين الإجبار والاختيار

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

تتوقع منظمة العمل الدولية أن يتراجع معدل البطالة العالمي في العام 2024 إلى 4,9 بالمائة من 5 بالمائة في العام 2023. في الربع الرابع من العام 2016، كان معدل البطالة بين السعوديين 12,3 بالمائة؛ 5,9 بالمائة البطالة بين الذكور فيما النسبة بين الإناث بلغت 34,5 بالمائة. وكان عدد العاملين 11,64 مليون، منهم 3,06 سعودي و8,58 مليون غير سعودي. وبعد مرور سبع سنوات بالتمام تراجعت نسبة البطالة بين السعوديين الذكور إلى 4,6 بالمائة والإناث إلى 16,3 بالمائة، وارتفعت نسبة العاملين من المواطنين إلى 24,9 بالمائة نهاية العام 2023 مرتفعةً من 22 بالمائة نهاية العام 2016 وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء ومؤسسة التأمينات الاجتماعية.

لكن كيف تقاس البطالة؟ حسبة بسيطة من بسط ومقام؛ البسط هو عدد العاطلين، والمقام هو قوة العمل. مَن هو العاطل؟ التعريف الفني الصادر عن منظمة العمل الدولية يقول: يشمل الأفراد في سن العمل ولم يعملوا خلال فترة إجراء المسح وكانوا مستعدين للعمل وقاموا بالبحث عنه بالطرق المعتبرة ولم يجدوا عملاً، أما وقوة العمل هي مجموع من يعملون مقابل أجر زائداً من يبحثون عن عمل، ولا يحسب ضمن قوة العمل المتقاعدون وربات البيوت والمتقاعدون ومَن لا يبحث عن عمل. وعلى وضوح التعارف إلا أن هناك جوانب لطالما كان مثاراً للنقاش، بما في ذلك الدوائر الأكاديمية، من تلك الجوانب تعريف العاطل عن العمل باختياره، ومصدر الحساسية هنا، أنه عند اعتبار شخص عاطل عن العمل باختياره، فيضم إلى فئة البطالة الاختيارية وبذلك يخرج من تعداد العاطلين عن عمل.

لكن مَنّ هو العاطل اختيارياً؟ عندما تستقيل من عملك فأنت عاطل اختيارياً، أو عندما تتاح لك فرصة عمل فترفضها بحثاً عن فرصة أفضل، أو عندما تتوقف عن البحث عن عمل لسببٍ أو لآخر، فأنت عاطل اختيارياً، أو عندما ترفض فرص العمل في قطاع معين أو ترفض التنقل من أجل العمل فأنت عاطل اختيارياً.

فيما يتصل بمستهدفات رؤية المملكة 2030، فالمطلوب هو وصول معدل البطالة بين السعوديين إلى 7 بالمائة على أعلى تقدير؛ إذ كان سمو ولي العهد قد بين أن مستهدف معدل البطالة بين السعوديين ضمن رؤية 2030 ما بين 4 و7 بالمائة. وأخذاً بالاعتبار تصاعد وتيرة النمو الاقتصادي مقارنة بأداء العام الماضي 2023، فمن المتوقع أن ينمو الاقتصاد في العام الحالي «2024» 2,6 بالمائة والعام القادم «2025» 6 بالمائة وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

ما يعني أن الطلب على اليد العاملة سيزيد مما يرجح تراجع معدل البطالة. يبقى التحدي التقليدي هو قدرة قوة العمل السعودية اقتناص أكبر عدد ممكن من الفرص التي ستنتج، وذلك بتوفير باحثين عن عمل لديهم مهارات تتوافق مع المتطلبات الحالية لسوق العمل، أما التحدي غير التقليدي، وهو الأكثر صعوبةً بسبب متطلباته الاستشرافية، فهو تهيئة ما يكفي من سعوديين لديهم مهارات تتوافق مع متطلبات المستقبل. وهذا يتطلب تمحيصاً تنظيرياً وميدانياً تُبنى عليه سياسات تتحول إلى مبادرات تُحدث أثراً على أرض الواقع. وبالتأكيد لا يمكن تحميل الباحث عن عمل بالكامل عبء التأهل لسوق العمل، إذ أن المهمة ينبغي أن تتكاتف جهات عدة لتحقيقها، بما في ذلك مبادرات برامج تحقيق الرؤية، ويأتي في مقدمتها برنامج تنمية القدرات البشرية.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى