وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ
الصبر هو من مقتضيات الإيمان الحقيقي بالله سبحانه وتعالى. فالمؤمن الحق هو من يؤمن بقدر الله ويرضى به، ويتحمل ما يبتليه الله به بصبر وثبات. فالصبر على البلاء وعدم الجزع أو الاستكانة أمام المصائب من أبرز علامات الإيمان الصادق. كما أن الصبر يدل على قوة الإيمان وعمق تعلق القلب بالله. ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ «الطور: 48».
وكَم تَحمِلُ ”بأعيُننا“ مِن طمأنينة وسكينة وراحة، حين تعلم أنك مُحاط برعاية الله!
للصبر مكانة عظيمة في حياة المؤمن، فهو من أعظم الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن. فالصبر يُعين على تحمل الشدائد والابتلاءات، ويُعين على التغلب على الصعاب والمتاعب. كما أن الصبر يُكسب الإنسان القوة والإرادة الصلبة التي تمكنه من مواجهة التحديات والمصاعب في الحياة. وبالصبر ينال المؤمن الأجر والثواب العظيم عند الله.
هناك ابتلاءات تستلزم على الإنسان المؤمن صبرًا واحتسابًا:
من الابتلاءات التي تستلزم على المؤمن الصبر والاحتساب: الفقر والمرض والفقد والخسارة المادية والابتلاء بالبلاء في الأهل والأولاد والأصدقاء. فعلى المؤمن أن يتحلى بالصبر والرضا في جميع هذه الابتلاءات، وأن يحتسب الأجر والثواب عند الله.
على من حول الشخص المبتلى من الأحباب والأقربين أن يقفوا معه ويواسوه ويرفعوا من معنوياته. فالمبتلى بحاجة إلى الدعم المعنوي والمساندة النفسية من المقربين له. كما أنه بحاجة إلى من يُذكره بالصبر والاحتساب وينشط إيمانه ويقويه على تحمل المصاب.
واعلم أن الله يرعى شعورك مهما كان حجمه، فرحك الذي لم تتسع له الدنيا، حزنك الذي ضقتَ عن حمله، رضاك وسخطك، يأسك وأملك، يرعاه كله، ويكفل لك جبرًا وعوضًا وزيادةً ومدداً متى اتكلت عليه، وفوضته أمرك ”صبراً واحتساباً“
الصبر هو مفتاح النجاح والتوفيق في الحياة. فالله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ليرفع درجاتهم ويُعظم أجورهم. وما من مؤمن يُصاب بمصيبة إلا وله عند الله خير وأجر. فالصبر لا يأتي إلا بالخير والفوز في الدنيا والآخرة.
فالحمد لله حمدًا تطيبُ به حياتنا وتضمّد به أرواحنا، الحمد لله لأن رحمته تحفّنا وفضله يغمرُنا، الحمد لله حمدًا نتجاوز به ضيق الأرض للسماء.
التحلي بالصبر والثقة بالله هو من أعظم الأخلاق والصفات التي يجب على المؤمن أن يتحلى بها. فالصبر يعين على تحمل الابتلاءات والشدائد، ويُكسب الإنسان القوة والإرادة الصلبة. كما أن الصبر يُعظم الأجر والثواب عند الله. ولذا فعلى المؤمن أن يتحلى بالصبر والرضا في جميع الابتلاءات، وعلى من حوله أن يقفوا معه ويرفعوا من معنوياته.