وجهة نظر... ورأي
مما يلفت النظر ويثير الغرابة والدهشة والمبالغة أن نجد اليوم تسابقًا محموماً ومضطردًا في متابعة وتقصي المباريات الرياضية المتعددة ونتائجها، فوزًا أو خسارة، أولاً بأول، وخاصة من قبل شبابنا وبعض الشرائح الأخرى التي تخصص حيزًا لا بأس به من الوقت في القيل والقال وكثرة التعليقات على سير المباريات على حساب مسؤوليات أخرى لا تقل أهمية عنها في أداء الواجبات الأسرية والاجتماعية واليومية.
فنلاحظ بِالعين المجردة مدى الاهتمام الذي تُوليه المنافسات الرياضية عندما تكون هناك مباريات متعددة في مختلف الأنشطة الرياضية. ونقول لا بأس في ذلك، فهي هواية شعبية محببة ومطلوبة في وقتنا الحاضر. لكن كل شيء زاد عن حده ينقلب إلى ضده، حيث تأتي هذه الهواية على حساب مصالح أخرى لا تقل أهمية عن الاهتمام بها مثل رعاية الوالدين والتقارب العائلي والشأن الاجتماعي. كل هذه المقومات الإنسانية ضعيفة أو شبه متوقفة أو لا تؤخذ بعين الاعتبار في الوقت الذي نلاحظ فيه تكالبًا لا يُوصف على تتبع نتائج المباريات الرياضية وقضاء أوقات ثمينة إما بالحضور إلى الصالات الرياضية المخصصة أو المتابعة من خلال شاشات التلفاز بشكل مبالغ فيه.
فلماذا لا نبرمج هذه الهواية ضمن الأطر المعقولة والمقبولة كي نجمع الغايتين في آن معًا مع وجود الفارق الشاسع خاصة عندما نرى تلك المبالغة الشديدة من البعض، إن لم نقل الأغلب، الذين يتابعون جداول المباريات الرياضية أولاً بأول على حساب حدث عائلي أو اجتماعي مهم. فنرى بعضًا من أولئك المغالين يترك الاهتمامات الأخرى حتى ولو كانت هي الأولى بالمتابعة. لأننا نعيش زمنًا طغت فيه الثانويات على الأولويات، فننسى أن الاعتدال في كل شيء هو سيد الموقف وهو أمر محمود على مستوى الأعراف القيمية والأخلاقية والسلوكية.