في القلب جمرة غضى
ما من شخص له ذرة من المشاعر والذوق إلا يوجه بوصلة الإعجاب إلى شعر رسام ونحات الكلمة العذبة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز يعجبني سريالية شعره مفضلها على سريالية سلفادور دالي.
كان لي شرف اللقاء به ثلاث مرات:
الأولى، عندما اصطحبني أخي العزيز الشاعر عبد الله الصيخان معه إلى قصر البدر في الرياض الذي يقع على ربوة «لا أذكر اسم المكان، ولكن المرور بشارع التخصصي يؤدي إليه» نعم قابلت تلك الشخصية ببساطتها وأريحيتها، وسلمت له كتاباً وشريطاً ومطبوعات معرض فرسي.
الثانية، كان في أبها إبان عرض «مسرحية المصور» باكورة مسرحيات مسرح الشباب التي كنت أشرف عليها بصفتي رئيس الشؤون الثقافية بمكتب رعاية الشباب بالدمام وقتذاك كان العرض تحت رعاية وحضور أمير أبها خالد الفيصل وكان في معيته الأمير بدر بن عبد المحسن ولقد لفت نظر الجميع في المسرح حضور الأميرين معا في الوقت المحدد On Time.
الثالثة، كان ثقافيا وفنيا عندما رُشِّحت مع بعض الفنانين التشكيلين السعوديين للمشاركة في أوبريت «لما نعشق هالوطن» من كلمات البدر وألحان عبد رب إدريس وغناء الفنان محمد عبده وعُرض في اليوم الوطني على قناة روتانا خليجية عام 2016 تحت إشراف الأستاذ تركي شبانه ولقد تم توزيع أبيات القصيدة على الفنانين المشاركين، وكان من نصيبي بيت الشعر في القصيدة «يا هجير ما نبيعه بألف ظِل.. ياسمومٍ مِنه ما نَشكي ونمل» لا شك إن شعره مصدر إلهام لكل فنان.
اللقاء الأخير كان إبان عرض الأعمال المنجزة من قبل الفنانين إلى أوبريت «لما نعشق هالوطن» في جامعة الفيصل بالرياض وبحضور ومشاركة الشاعر والفنان الأمير بدر بن عبد المحسن بأعماله الفنية، وتكلل هذا العرض بالأمسية الشعرية للبدر عام 2017 م وجاء
يوم السبت 2024/5/4 غاب البدر والمسافر راح؟ وأجزم لم يرحل بل عاد لأن العظماء عندما يغيب جسدهم يبدأ حضورهم وتخليدهم، كان إنساناً وشاعراً صادقاً راقياً خارج وداخل النص لم يسئ إلى أحد في أخلاقياته ومعتقداته لقد أحبه الله لأن حبب خلقه فيه.
رحل جسدا وترك في القلب جمرة غضى تتأجج.. ولم يرحل ذكراه ستبقى في الوجدان إلى فوق هام السحب.
رحمه الله بواسع رحمته.. وأسكنه فسيح جناته.