الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
9 أبريل 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 90 لسنة 2024
The hidden role of the Milky Way in ancient Egyptian mythology
9 April 2024
كان المصريون القدماء معروفين بمعتقداتهم الدينية ومعرفتهم الفلكية بالشمس والقمر والكواكب، ولكن حتى الآن لم يتضح ما الدور الذي لعبته مجرة درب التبانة في الدين والثقافة المصرية.
دراسة جديدة أجراها باحث الفيزياء الفلكية بجامعة بورتسموث تسلط الضوء على العلاقة بين مجرة درب التبانة وإلهة السماء المصرية نوت [1] .
نوت هي إلهة السماء، والتي غالبًا ما تُصور على أنها امرأة مرصعة بالنجوم ًتمثل قوسًا فوق أخيها إله الأرض جب «أو جيب، حسب بعض النصوص» [2] . الإله نوت تحمي الأرض من الفيضانات، وتلعب دورًا رئيسًا في الدورة الشمسية، حيث تبتلع الشمس عند غروبها عند الغسق وتلدها مرة أخرى عند شروقها عند الفجر.
تعتمد هذه الدراسة على نصوص قديمة ومحاكاة [3] لتقول إن مجرة درب التبانة ربما قد سلطت الضوء، إذا جاز التعبير، على دور نوت كالسماء. تفترض الدراسة أنه في الشتاء، تسلط مجرة درب التبانة الضوء على أذرع نوت الممتدة، بينما في الصيف، ترسم عمودها الفقري في عرض السماء.
إلهة السماء نوت، المرصعة بالنجوم، يحملها والدها شو، وهي مقوسة فوق شقيقها إله الأرض جب. على اليسار، الشمس المشرقة «الإله رع - إله الشمس لدى قدامى المصريين - برأس صقر» تبحر فوق ساقي نوت. على اليمين، تبحر الشمس الغاربة من أسفل ذراعيها باتجاه ذراعي أوزوريس - إله البعث والحساب عند قدامى المصريين - الممدودة، الذي سوف يجدد الشمس في عالم الأموات أثناء الليل.
وقال الأستاذ المشارك في الفيزياء الفلكية، الدكتور أور غراور Or Graur“لقد صادفت إلهة السماء نوت عندما كنت أكتب كتابًا عن المجرات وأبحث في ميثولوجيا «أساطير» [4] درب التبانة. أخذت بناتي إلى المتحف وقد انبهرن بصورة المرأة التي المقوسة وطلبن مني سماع قصص عنها.
”أثار هذا اهتمامي وقررت الجمع بين علم الفلك وعلم المصريات [5] لإجراء تحليل مزدوج - تحليل فلكي وتحليل متعدد الثقافات - لـ إلهة السماء نوت، وما إذا كان من الممكن بالفعل ربطها بمجرة درب التبانة.“
استمد الدكتور غراور من مجموعة غنية من المصادر القديمة بما في ذلك نصوص الأهرامات [6] ، ونصوص التوابيت [7] ، وكتاب نوت [8] وقارنها جنبًا إلى جنب مع محاكاة متقدمة لسماء الليل المصرية.
لقد وجد أدلة دامغة على أن درب التبانة سلطت الضوء على الحضور السماوي لنوت.
علاوة على ذلك، ربط الدكتور غراور المعتقدات المصرية مع معتقدات الثقافات الأخرى، موضحًا أوجه التشابه في كيف تفسر المجتمعات المختلفة درب التبانة.
وقال:“تثبت دراستي أيضًا أن دور درب التبانة في انتقال المتوفى إلى الحياة الآخرة وارتباطها بهجرة الطيور السنوية يتوافق مع كيفية فهم الثقافات الأخرى لدرب التبانة. على سبيل المثال، كطريق الأرواح بين الشعوب المختلفة في أمريكا الشمالية والوسطى أو كطريق هجرة الطيور في فنلندا ودول البلطيق.
"يثبت بحثي أن الجمع بين التخصصات يقدم رؤى جديدة للمعتقدات القديمة، ويسلط الضوء على كيف يربط علم الفلك بين البشرية عبر الثقافات والجغرافيا والزمن. تعد هذه الدراسة بداية مثيرة لمشروع كبير لفهرسة ودراسة الميثلوجيا المتعددة الثقافات لدرب التبانة.
نشرت هذه الورقة في مجلة التاريخ الفلكي والتراث نوت [9] وسلطت مجلة ساينتفيك أمريكان الضوء عليها.